اللاجئون الروهينغا: بين مطرقة الجوع وسندان كورونا

2021-05-10

مع استمرار معاناة لاجئي الروهينغا بكل قساوتها والظلال القاتمة لجائحة كورونا، يحل شهر رمضان ليضاعف من أحزانهم بعد أن فقدوا ديارهم وفقدوا مع ذلك عاداتهم التي كانت ترافق الشهر الفضيل. لكنهم يحاولون جاهدين مقاربة الأوضاع في مخيماتهم، حيث يكافحون للحصول على قوت يومهم وينتظرون أهل الخير بما يجودون به من مساعدات تعينهم على التغلب على صعوبات تزداد كل يوم. 

الروهينغا.. كانوا يعيشون حياة آمنة ومستقرة يذهب أبناؤهم كل صباح إلى مدارسهم وتتردد أسرهم على المراكز الصحية لتلقي العلاج وتعج أسواقهم بما يحتاجون، إلا أن الخامس والعشرين من أغسطس عام ألفين وسبعة عشر كان يوما فارقا في حياتهم حيث تعرضوا لحملة تطهير عرقي قاسية حطمت أحلامهم وشتت شملهم وباتوا هائمين على وجوههم لاجئين في بقاع شتى بعد أن نزعت عنهم جنسياتهم. 

أغلب الروهينغا قطعوا مسافات طويلة في طرق وعرة وظروف أمنية باطشة فرارا إلى بنغلاديش، وهناك في تكناف وأوخييا تكدس أكثر من 1.2 مليون في أكبر مخيم للاجئين في العالم نقل منهم لاحقا نحو 100.000 إلى جزيرة نائية في خليج البنغال في منطقة نواكالي .

مع هذا الوضع المزري اجتاحت العالم جائحة كورونا لتضاعف معاناة الروهنغيا وتزيدهم بؤسا على بؤس بما فرضه من إجراءات وتعقيدات، ورغم أن العالم عاش ويعش هلعا كثيفا خوفا من هذه الجائحة إلا أن هذا الخوف ينحسر بل يكاد يتبدد عند الروهينغيا ذلك أنهم يعيشون هما أكبر وخوفا أعظم يتمثل في الجوع الذي يهدد حياتهم ولا سبيل للوقاية منه مثل فيروس كورونا، رغم أن العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية تعمل بشكل مكثف في مخيماتهم لتوعيتهم بضرورة اتباع الإرشادات الصحية للوقاية من الفيروس.

وتعزز المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين القلق من كوفيد 19 بأنه أكبر مهدد بتحطيم أحلام ملايين الأطفال الذين يمثلون 52٪ من مجموع لاجئي الروهينغا ببنغلاديش.



واقع مفزع

يقول عبد الملك البالغ أربعين عاما إن الذكريات تؤلمني حقا، كنت أعيش في ميانمار حياة هادئة ونستقبل رمضان بفرح غامر ولنا عادات في الإفطار والسحور ونحيي لياليه بالذكر والسمر لكن عقب عام 2017 تشتت شملنا وأصبحنا لاجئين وانطوت أيام رائعة كنا نعيشها خلال شهر رمضان وبتنا الان نلهث وراء لقمة عيش نفشل في تأمينها الا بمساعدة المحسنين وأهل الخير.

انتظار المساعدات

يضيف عبد الملك، لقد واجهت صعوبات بالغة خلال العامين الأولين في المخيم، ولكنني حاولت التأقلم بعد ذلك، وقدمت لنا مساعدات غذائية أعانتنا على الصمود من قطر الخيرية ومنظمات حكومية وغير حكومية، وبرنامج الأغذية العالمي. 

  صالحه، وزليخه، وسنجيده، وهن لاجئات، فقدن أحد أفراد أسرهن، تقول صالحة وهي تجهش بالبكاء، فقدت أمي وكل ما يحل رمضان افتقدها أكثر فقد كانت تجمع شملنا على مائدة واحدة خلال شهر رمضان، نحاول التغلب على أحزاننا لنواصل حياتنا.

أما لقمان أحد لاجئ الروهينغيا فيقول مع تنهيدة طويلة “لقد تبدل حالنا جملة وتفصيلا، كنا في رمضان نرسل الإفطار الى المسجد والآن نبحث عن ما نفطر به، إنه أمر مؤلم حقا”.

 زليخة تبلغ من العمر 55 عامًا تقول إن أسرتي تتكون من تسعة أفراد، الأبوين وسبع بنات، وزوجي كبير في السن لا يستطيع العمل، نعتمد من بعد الله على المساعدات الإنسانية التي تأتينا من أهل الخير في تدبير شؤننا اليومية، فقدت كل مدخراتي عندما هربنا من ميانمار. “

المقال منشور في العدد 25 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.