تلوث الهواء: الخطر الصامت الذي يهدد وجودنا

2021-09-07

إن أهم شيء جعل كوكبنا صالحاً للعيش واستمرار الحياة فيه مقارنة بباقي الكواكب، هو وجود هواء نقي تتنفسه سائر الكائنات الحية. وما عدا ذلك تصبح الحياة معه صعبة إن لم نقل مستحيلة. لذلك أصبح تلوث الهواء من أكبر المخاطر على الصحة العامة، لأنه مرتبط بوجودنا كبشر. حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن قرابة 9 من أصل 10 أشخاص في العالم يتعرضون للهواء الملوث، مما يتسبب في وفاة سبعة ملايين شخص كل عام. كما يؤثر تلوث الهواء بشكل خاص على الأطفال والنساء وكبار السن، مع زيادة ارتباط ذلك بأمراض مثل الخرف والسكري ووباء كورونا وأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض العصبية.  لأجل ذلك اخترنا خلال اليوم الدولي لنقاوة الهواء أن نسلط الضوء على هذا الخطر الذي يمسنا جميعا، من أجل نشر التوعية بمخاطر تلوث الهواء من حولنا.



كالجسد الواحد

حملة الشتاء .. لأجل فلسطين

عالج مريضاً.. تصنع أثراً

خير الناس أنفعهم للناس، ساهم في التخفيف عن المرضى


اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء

اختارت الأمم المتحدة تاريخ 7 سبتمبر من كل عام ليكون يوماً دولياً لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء، من أجل زيادة الوعي حول الموضوع وكذا حث الدول والهيئات المعنية على تسهيل إجراءات تحسين جودة الهواء.

وقد تم اختيار شعار “هواء صحي، كوكب صحي” لهذا العام من أجل تسليط الضوء على نوعية الهواء الرديئة التي باتت تشكل تحدياً لجميع البلدان، خاصة في المدن والمناطق الحضرية للبلدان النامية، حيث يتجاوز معدل تلوث الهواء المستويات التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

 ما هو تلوث الهواء؟

تتسبب الغازات والجزيئات المحترقة والمنبعثة في الجو من عدد من الأنشطة البشرية في تلوث الهواء. مثل حرق لأنواع متعددة من الوقود. كما يمكن أن تتسبب هذه الملوثات في تفاعلات كيميائية في الجو. وعندما يصل تركيز هذه المواد إلى مستويات كبيرة يمكن أن تتسبب في أخطار تهدد صحة الإنسان وسائر الكائنات. كما تقلل من مجال الرؤية وتسبب في تآكل البنايات.

ومن أخطر الملوثات الرئيسية التي تضر بصحة الإنسان نجد الجزيئات الدقيقة (PM2.5) وهي جزيئات قادرة على التغلغل إلى الرئتين. كما يمكنها الولوج إلى مجرى الدم وبالتالي التأثير على سائر أعضاء الجسم.


معايير ملوثات الهواء - المصدر: وكالة حماية البيئة الأمريكية
معايير ملوثات الهواء – المصدر: وكالة حماية البيئة الأمريكية

أضف إلى ذلك ثاني أكسيد النتروجين (NOx) الذي هو عبارة عن مجموعة من المركبات الكيميائية الملوثة للهواء. حيث يعتبر من أشد الملوثات إضراراً. حيث يؤثر في صحة الإنسان ويقلل من مجال الرؤية، فضلاً عن دوره المهم في تغير المناخ في حال بلوغه تركيزات مرتفعة.

وهناك مستوى ثان من الملوثات (التي تتشكل من الملوثات الرئيسية)، أخطرها غاز الأوزون (O₃) الذي لديه القدرة على تهييج الرئتين وإعاقة نمو النبات. فضلاً عن كونه من غازات الاحتباس الحراري القوية. يتشكل غاز الأوزون في الجو بالقرب من سطح الأرض عندما تتفاعل الملوثات الرئيسية مع ضوء الشمس.



كيف يؤثر تلوث الهواء على صحتنا؟

يمكن أن يؤدي استنشاق ملوثات الهواء إلى زيادة احتمال تعرض الشخص لمشاكل صحية. وبالأخص المصابون بأمراض القلب أو الرئة وكبار السن والأطفال والنساء الحوامل. لا يقتصر تلوث الهواء على الأماكن الخارجية فحسب – بل يمكن أيضًا أن يكون الهواء داخل المباني ملوثًا ويؤثر على صحتك.

  • يرتبط التعرض لتلوث الهواء الملوث بالتهاب الخلايا البشرية، الذي يعد الأساس للأمراض المزمنة والسرطان. حيث صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (التابعة لمنظمة الصحة العالمية) في عام 2013، تلوث الهواء على أنه مادة مسرطنة للإنسان.
  • يتسبب تلوث الهواء في أمراض الجهاز، منذ لك انتفاخ الرئة والربو.  
  • خطر إصابة النساء الحوامل بتغييرات خطيرة في ضغط الدم، والمعروفة باسم اضطرابات ارتفاع ضغط الدم، والتي هي السبب الرئيسي للولادة المبكرة.
  • أمراض السرطان، مثل سرطان الثدي عند النساء والرئة.
  • يتنفس كل يوم حوالي 93% من أطفال العالم الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة هواءً ملوثاً. حيث يعرض صحتهم ونموهم لمخاطر، مثل التأثير على الجهاز التنفسي للأطفال والربو وتلف الرئة.
  • وجود صلة بين تلوث الهواء وإصابة كبار السن بأمراض التقدم في العمر مثل الخرف والزهايمر وباركينسون.

تلوث الهواء .. الخطر الصامت الذي بات يهدد وجودنا على سطح الأرض
الوقاية اللازمة بإمكانها أن تحمينا من أخطار تلوث الهواء

كيف نحمي أنفسنا من الهواء غير الصحي

نشرت جمعية أمريكية متخصصة في توعية المصابين بالربو عدد من النصائح التي يمكن من خلالها أن نقي أنفسنا من أخطار تلوث الهواء، من ذلك:

  • تجنب ممارسة الرياضة في الهواء الطلق عندما تكون مستويات التلوث مرتفعة أوفي المناطق القريبة من الازدحام الشديد. ويمكنك المشي في داخل مراكز التسوق أو صالات الألعاب الرياضية أو استخدام آلات التمرين.
  • استخدام طاقة أقل في منزلك. لأن توليد الكهرباء ومصادر الطاقة الأخرى يؤدي إلى تلوث الهواء. فمن خلال تقليل استخدام الطاقة، يمكننا المساهمة في تحسين جودة الهواء والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
  • تشجيع المدارس على استخدام الحافلات المدرسية التي تعتمد على الطاقة النظيفة.
  • المشي أو الدراجة أو استخدم الحافلات ومترو الأنفاق وأنظمة السكك الحديدية الخفيفة وقطارات الركاب أو غيرها من البدائل لقيادة السيارة.
  • تجنب تحرق الخشب أو القمامة، لآن ذلك يعد من بين المصادر الرئيسية لتلوث الجسيمات
  • عدم السماح بالتدخين في الأماكن المغلقة، ودعم إجراءات جعل جميع الأماكن العامة خالية من التبغ.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.