بين موجات الجفاف وحملات الأضاحي الخيرية

2022-06-12

يتابع العالم بقلق بالغ نُذُر المجاعة التي تجتاح العديد من البلدان مهددة حياة أكثر من 20 مليون شخص في منطقة القرن الأفريقي وحدها بسبب الجفاف وغلاء الأسعار، وارتفاع وتيرة التحذيرات الأممية مؤخرا. إذ أظهرت تقديراتها أن ما يقرب من نصف سكان الصومال (7.1 مليون شخص)، سيواجهون بحلول سبتمبر المقبل أزمة في انعدام الأمن الغذائي.

كما تشير أحدث التقاريرإلى أنّ 49 مليون شخص في 46 دولة معرّضون لخطر المجاعة أو الظروف الشبيهة بالمجاعة. في الوقت نفسه، يواجه ما مجموعه 276 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد في 81 دولة بسبب الصراعات الدولية .

موسم الأضاحي: فرصة للتخفيف من وطأة أزمة الجوع والحرمان على الآلاف

وتستمر معاناة الآلاف من الفقراء والمحتاجين وتزيدها المجاعة قساوة، ويتزامن ذلك مع تزايد مخاطر الجفاف المتوقعة والأرقام المرتبطة بها فيما نقترب من شهر ذي الحجة بأيامه المباركة وانطلاق عدد من حملات الأضاحي من قبل المؤسسات الخيرية في قطر والدول الإسلامية الأخرى.

ولعلها مناسبة للربط بين الأمرين إغتنام الأيام العشر التي يُعدّ العمل الصالح فيها أفضل مما في سواها من أيام السنة، لعمل الخير والتخفيف من معاناة المتضررين من كارثة الجفاف خصوصا، والمتأثرين من الأزمات والمجتمعات الأشد فقرا، عبر دعم جهود حملات الأضاحي والتبرع لها من أجل تخفيف معاناتهم والإسهام في تلبية احتياجاتهم الغذائية وادخال السرور عليهم في مناسبة العيد القادم.



ولأن الذكرى تنفع المؤمنين فإنه من المناسب تذكير أهل الخير في قطر والعالم بأهمية استثمار هذه الأيام الفضيلة والتعرض لنفحاتها المباركة، من خلال التبرّع لمنكوبي الأزمات وإنقاذ الآلاف من الجوعى ممن يكافحون للحصول على قوت يومهم وينتظرون جود أهل الخير ومساعداتهم علها تعينهم على التغلب على الصعوبات التي تزداد كل يوم ” ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا “. والتوسعة عليهم  وعلى أسرهم لا يبما في المناسبات السعيدة كالأعياد خصوصا وأنا لسنا بعيدين عن ميعاد الأضحى المبارك.  



واذا كانت الأضاحي سنة  وعمل تكافلي في الأوقات الإعتيادية فإن هذا العمل يتعاظم شأنه ويزداد أثره خاصة عندما تعاني الفئات الفقيرة والهشة من كوارث طبيعية وأزمات إنسانية تزيد من معاناتها وتفاقم من آثارها السلبية.

وهو أمر يحتم على الجميع أفرادا ومؤسسات التفاعل مع  الحملات التي تطلقها المنظمات الإنسانية والمؤسسات الخيرية  وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.