أجمل هدية

2019-05-06

سيُرفع الآذان عالياً إيذاناً ببدء رحلة إيمانية متجددة. لكنها لن تنقضي هذه المرة بانتهاء المصلين من صلاتهم. بل ستستمر طيلة شهر كامل. إنه شهر رمضان الذي تتآلف فيه قلوب المسلمين وتمتلئ فرحاً وتسمو فيه أرواحهم.

شهر رمضان الذي تهفو إليه قلوب العباد. يحل عليهم مرة في السنة ليضخ فيهم دماء جديدة، فيغدو يومهم صومٌ وكبح للشهوات، وليلهم قيامٌ أو جلسات ذكرٍ وقراءة القرآن فرادى وجماعات، فتتحقق فيهم الآية الكريمة (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [النور 37-38].

أجمل هدية .. من الرحمن للإنسان

“رمضان أجمل هدية” شهر البركة الذي تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين، ويزيد فيه عمل الخير وتقل الشحناء والبغضاء بين الناس، إنه هدية الرحمن للإنسان للاستزادة من الطاعات وغفران السيئات والعتق من النار، كما أن للفقراء والمساكين فيه أعظم نصيب حيث تخرج فيه الصدقات والزكاة وتنتشر موائد الإفطار لمن لا يملك قوت يومه.

شهر الهدايا

رمضان شهر الهدايا، كل واحدٍ منا ينتظر هديته. فهدية الصائم سعادته بطاعته وقارئ القرآن هديته يوم ختمته. وأجمل هدية ينتظرها المحرومون بفارغ الصبر هي هداياهم خلال هذه الأيام المباركة، من خلال ما نتصدق به ونحن نقتدي في ذلك بنبينا – عليه الصلاة والسلام – الذي كان أجود ما يكون في رمضان، فتصير سلة رمضان هي هديتنا لأسرة لاجئة، وتصبح الزكاة التي نؤديها هديتنا لأرملة تجتهد لتطعم أبنائها، ويغدو إفطار رمضان هديتنا لعابر سبيل أو عامل لكي تخفف عنه قليلاً وحشة البعد عن الديار.

هديتك في رمضان هي أن ترافق الخيرين وأهل البر وتضمن أن تصل الهدايا إلى الفئات الأكثر احتياجاً، ونمنحها فرصة لتحظى بهذه الأجواء التي تسودها الرحمة والسكينة.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.