أزمة توفير المياه الصحية والمرافق النظيفة في الدول الفقيرة

2019-09-08

تعتبر المياه من الموارد الطبيعية المهمة التي يجب على البشرية المحافظة عليها وتعزيزها من أجل ضمان الأمن الغذائي لأي مجموعة بشرية. كما تبرز أهميتها أيضاً في تغطية الحاجات الشخصية للأفراد وفي توفير الطاقة وزيادة الإنتاج بالنسبة للدول. لذلك وضعت الأمم المتحدة ضمن أهدافها للتنمية المستدامة أزمة ندرة المياه من التحديات التي يتعين التصدي لها بسبب آثارها السلبية على الأمن الغذائي للأسر الفقيرة في جميع أنحاء العالم.

ما هي ندرة المياه؟

ندرة المياه تعني – ببساطة – عدم وجود منسوب كاف من المياه لتغطية حاجات مجموعة بشرية في أي منطقة في العالم. والمقصود بالحاجات البشرية من الماء مثل الشرب والطبخ والنظام الصحي والبيئي. .

تقول تقارير دولية إلى أن ندرة المياه باتت تؤثر على أكثر من 40 في المائة من سكان العالم. ومن المتوقع أن يمسو شح المياه العذبة أكثر من مليارين من البشر بحلول عام 2050 وما قد ينجر عن ذلك من تفاقم الجوع وسوء التغذية نتيجة زيادة درجة الحرارة العالمية.  وأصبح تراجع مياه الشرب النظيفة مشكلة تمس دولاً عديدة العالم، قد يدفعها إلى الاعتماد على مصادر بديلة تراجع منسوب المياه المتجددة لديها وهو ما يعرق بـ ” الإجهاد المائي”.

الإجهاد المائي : التحدي الذي تواجهه الكثير من الدول ويعيق تنميتها

الأكيد أنك سمعت غت التحديات التي تواجهها الدول جراء ندرة المياه، مثل الجفاف والتصحر وهلاك المحاصيل الزراعية. لكن ربما لم يسبق لك أن سمعت بهذه العبارة “الإجهاد المائي” أو (Water Stress).

فقد تُصنف منطقة ما أنها تعاني من الإجهاد المائي عندما يتجاوز الطلب على المياه الكمية المتاحة خلال فترة معينة. ويحدث الإجهاد المائي جراء الإفراط في الاستغلال المفرط للمياه الجوفية والأنهار إلى غير ذلك. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، كلما زادت نسبة الإجهاد المائي كان ذلك عائقاً لأي تنمية اقتصادية واجتماعية، ويؤثر بشكل أساسي على الناس الأكثر حرماناً.

إذ يزيد الإجهاد المائي عن 60٪ في مناطق في غرب ووسط آسيا وفي شمال إفريقيا، مما يعني أن هذه المناطق تواجه إجهاداً خطيراً للمياه.

وعادة ما يتم التعامل مع هذه الصعوبات من خلال استخدام موارد المياه غير التقليدية، مثل إعادة استخدام المياه العادمة والمياه المحلاة ومياه الصرف الزراعي. في حين ينبغي بذل الجهود للحد من استخراج المياه، عن طريق زيادة الإنتاجية والكفاءة في استخدام الموارد المائية.

 ما هي آثار ندرة المياه ؟

تنعكس آثار ندرة المياه على أربعة مجالات رئيسية هي: – الصحة ، والجوع، والتعليم، والفقر.

1* تأثير ندرة المياه على الصحة

يضطر الناس في العديد من الدول النامية إلى شرب مياه غير نظيفة وملوثة. لذلك تنتشر فيها الكثير من الأمراض والأوبئة التي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى الوفاة.

كما تعرف قنوات الصرف الصحي الضخمة مشاكل عديدة تعيق السكان على الوصول بسهولة إلى مصادر الماء النظيف.

3* الجوع وندرة المياه

لانتعاش الزراعة وتربية المواشي يتطلب الأمر الكثير من الماء. إذ يقول الخبراء يقول الخبراء أننا نستخدم 70٪ من مصادر المياه على مستوى العالم في الزراعة والري و 10٪ فقط للاستخدامات المنزلية.

فقلة المياه تعني أن محاصيل الزراعة تعرف هي الأخرى تراجعاً، كما أن الكثير من مربي المواشي يقفون عاجزين أمام هلاك ونفوق حيواناتهم بسبب عجزهم عن توفير كمية الماء الكافية باستمرار.

3* ندرة الماء والتعليم

قد يبدو من الصعب ربط مسألة التعليم بندرة الماء، لكن من الآثار غير المباشرة هو اضطرار الأطفال إلى بذل جهود كبيرة لإعانة عائلتهم للحصول على الماء النقي عبر المشي لعدة أميال.

وينتج أن ذلك ن الكثير من الأطفال يضطرون إلى مدارسهم بسبب الإرهاق الذي يحل بهم. فجل أوقاتهم تذهب في رحلة البحث عن الماء النظيف بدل التواجد في مقاعد التعليم.

4* الفقر بسبب ندرة الماء

على مر التاريخ ظهرت الكثير من المدن والحضارات حول منابع الماء كالأودية والأنهار. فغالباً ما شكلت مصادر المياه مفتاحاً للرخاء الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة. حيث تزدهر الحركة الاقتصادية والاجتماعية. كما يسهم توفر الماء الكافي إلى انتشار ثقافة الاهتمام بالنظافة الصحية لدى المجتمعات، وتنشط حركة الزراعة والصناعة بسبب توفر المياه. بينها يشكل نقصها إلى حدوث كود وتعطل النشاط الاقتصادي وينتهي الأمر بنسبة كبيرة من أفراد المجتمع تحت خط الفقر.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.