نقص المياه : كيف أصبح يهدد العالم الذي نعيش فيه؟

2019-09-11

دعني في البداية أقدم لك هذه المعلومة، هل تعلم أن المياه العذبة والنقية تُشكل فقط نسبة 2.5 في المائة فقط من منسوب المياه الموجودة على سطح الأرض؟ فبالرغم أن 70 في المائة من كوكبنا مغطى بالمياه، إلا أن غالبيتها هي مياه مالحة في البحار والمحيطات. هل شعرت بنوع من الصدمة؟! وهل تعلم – أيضا- أنه بإمكان البشر أن يصلوا بسهولة لنسبة 1 في المائة فقط من هذه المياه العذبة، لأن النسبة الغالبة هي عبارة عن أنهار وجبال جليدية أو مياه جوفية تستزف الكثير من الجهد والوقت لاستخراجها؟ لذلك صرنا جيمعاً معنيين بظاهرة نقص المياه لأنها مرتبطة بوجودنا على سطح الأرض.

موارد مائية محدودة لتغطية حاجة أكثر من 6.8 مليار إنسان

تشير دراسات إلى توفر نسبة 0.007 في المائة فقط من مياه الكوكب لسد حاجة ملايير البشر حول العالم من الشرب والطهي والنظافة. فقد لا يشكل نقص مياه النظيفة مشكلة في العديد من الدول المتقدمة، أو دول أخرى قطعت أشواطاً كبيرة عبر تشييد أنظمة للمياه العذبة، مثل دولتنا قطر. لكن تبقى معظم المجتمعات التي تعيش في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وخاصة في البلدان النامية، لا تحصل إلا على الحد الأدنى من المياه العذبة.



أكثر من 4 مليارات شخص يهددهم خطر الندرة الشديدة للمياه كل عام

بالرغم أن كل البشر يجمعون على أننا نعتمد على الماء من أجل البقاء على قيد الحياة، إلا أن الشبر أنفسهم هم السبب الرئيس لندرة المياه.

فالعديد من المصادر الحيوية كالأنهار والبحيرات وغيرها من المسطحات المائية العذبة باتت تحت تهديد النشاط البشري. ويشمل ذلك التلوث وتغير المناخ وتوسع المدن والعمران.

ونتيجة لذلك، بات ما لا يقل عن ثلثي سكان العالم (أي أربعة مليارات شخص) يهددهم خطر الندرة الشديدة للمياه النظيفة لمدة شهر واحد على الأقل كل عام وفقًا لدراسة أجريت عام 2016.

فالوضع أصبح خطيراً للغاية لدرجة أن المنتدى الاقتصادي العالمي يصنف أزمات المياه كأحد أكبر المخاطر التي تهدد البشرية والاقتصاد البشري.

أكثر من 840 ألفاً يموتون سنوياً بسبب استهلاك مياه الشرب غير المأمونة

عندما يتعذر على الناس الوصول إلى مياه النظيفة للشرب والزراعة والغسيل، صارت حياتهم على المحك. فكل عام يموت أكثر من 840،000 شخص بسبب الإسهال الناجم عن استهلاك مياه الشرب غير المأمونة أو أنظمة الصرف الصحي السيئة. فأكثر من 80 في المائة من الأمراض في البلدان النامية ناتجة عن أنظمة غير صحية للمياه أو مياه الصرف الصحي. وواحد من كل أربع وفيات للأطفال دون سن الخامسة هي نتيجة للأمراض المرتبطة بالمياه.

ما هي الآثار والعواقب الأخرى لنقص المياه؟

قد يتسبب نقص المياه النظيفة في الكثير من الآثار السلبية والتداعيات التي قد تهدد المجتمعات مثل:

  1. أصبح يشكل تهديداً كبيراً على الحياة البرية والبيئة بشكل عام. كاختفاء مساحات شاسعة من الأراضي الرطبة حول العالم التي تحفظ الحياة لملايين الكائنات الحية وتحقق التوازن البيئي.
  2. زيادة الفقر وغلاء المعيشة. فعندما يصعب الوصول إلى المياه، سيقضي الناس أغلب وقتهم في رحلة البحث عن شربة ماء نقي، بدل أن يخصصوا وقتهم لتحسين حياتهم مادياً ومعرفياً. كما يزيد نقص المياه من تكلفة إنتاج المحاصيل الغذائية، مما يؤدي إلى غلائها في الأسواق المتاجر. بل حتى المنتوجات الصناعية ستشهد ارتفاعاً كبيراً مثل الملابس والأجهزة لأنها تعتمد بشكل كبير على المياه.
  3. الصراعات، فعلى مر التاريخ شهد البشر الكثر من الصراعات والمآسي بسبب منابع المياه.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.