الإعلامي أحمد عبد الله : عمل الخير ساعدني على اكتشاف ذاتي

2019-09-17

الفنان والإعلامي القطري والناشط على شبكات التواصل الاجتماعي أحمد عبد الله، بكالوريوس إدارة إعلامية. هو من مؤسسي جمعية ” وياك للصحة النفسية “، بالإضافة إلى مشاركات تطوعية مع عدد من المنظمات الإنسانية والخيرية، فهو من مؤسسي الهويّة الإعلامية لمبادرة زهاب التابعة لقطر الخيرية.

شارك في الكثير من الحملات الخيرية التي أطلقتها قطر الخيرية، مثل زيارة دور الأيتام ومشاريع المحسنين المنفَّذة هناك في إطار أنشطة شبكة قطر الخيرية للتواصل الاجتماعي في دولة بنغلاديش سنة 2016. كما شارك في النسخة الأولى للبرنامج الإذاعي “المتنافسون” في دولة السودان سنة 2016. وكان ضمن قوافل قطر الخيرية الإغاثية لتقديم المساعدات لمتضرري الجفاف في دولة الصومال سنة 2017.

الزيارات الميدانية تمنح المؤثر مزيداً من الاحترام في نفوس متابعيه

أعترف أنني استعدت إنسانيتي بهذه الزيارات. فقد لقد لعبتْ دورا مهما في تغيير شخصيتي، وانعكس ذلك على متابعيّ على شبكات التواصل. حيث تفاعلوا مع الزيارات وأبدوا استعدادهم للمشاركة في رحلات مماثلة ودعم الجهود الإنسانية. واعتقد أن مثل هذه الزيارات تمنح المؤثرين على شبكات التواصل مزيدا من المحبة والتقدير في نفوس متابعيهم بشرط أن يلمسوا صدق المؤثرين في نقل رسالة ومشاهد العمل الإنساني.

الزيارات الميدانية منحتني فهماً أعمق وموضوعية في الحكم على الأشياء  

لاحظتُ من واقع الميدان أن الناس في تعاملها مع المعاناة صنفان، الأول يواجه المعاناة ويكافح من أجل تلبية احتياجاته للانتقال لحياة أفضل. وآخر يبحث عن المعاناة (تعوّد على من يتصدق عليه) لأنه استسلم لواقعه المؤلم. فمما استفدتُ منه هو
أن على الإنسان ألا يستسلم لواقع المعاناة مهما كان قاسيا، بل عليه أن يواجهه بقوة وأمل ليأتي التغيير بعد ذلك.

فمنذ زياراتي الأولى، بدأت ألمس تغييرا جذريا في حياتي. فقد أصبحت أكثر هدوءا وتركيزا وموضوعية في الحكم على الأشياء المحيطة بي.

مواقف مؤثِّرة

1* في طريق عودتنا من مهمة إنسانية داخل دولة بنغلاديش، أين استغرق الوقت 3 ساعات كاملة. ونظرا لوعورة الطريق التي كانت تسبب لنا الدوار، كنّا نتوقف كل ساعة طلبا للراحة. ففوجئنا بمحطة أرز على مدّ البصر في إحدى هذه الاستراحات الإجبارية. وقد استبشرتُ خيراً أن هناك من يعمل وينتج رغم كل الصعوبات. لكنّ أهم درس استفدته بعد هذ الرحلة أن من يرى مصائب الناس تهون عليه التحديات التي يواجهها ويكون أكثر حمدا وشكرا لله .

2* ومن الصور الإنسانية والمؤلمة أيضاً والتي لن تغيب عن ذاكرتي هو منظر تلك المرأة المصابة بالشلل النصفي وتمشي على قدميها. كانت تتحرك بصعوبة وهي تحمل طفلها طلبا للمساعدة لها ولطفلها. ما أصعب الفقر والمرض إذا اجتمعا.

أنصح الشباب بالتدرج في العمل التطوعي

أنصح الشباب بأن يتدرّجوا في ممارسة العمل التطوعي، على أن تكون زيارات ميادين الأزمات والكوارث في فترات لاحقة. أقول ذلك لأن زيارة الميدان مباشرة قد تسبب الصدمة لدى البعض – سواء كانت إيجابية أو سلبية- فالخشية تكون من الصدمة السلبية طبعا لأنّها قد تسبب عزوفهم عن تكرار الزيارات لاحقاُ، بسبب عدم قدرتهم على تحمل حجم المعاناة التي يرونها. 

أما المؤثرين على شبكات التواصل فأدعوهم إلى الإخلاص في إيصال رسالة العمل الإنساني بعيدا عن حبّ الظهور والرياء، لأنّ الرياء يؤدي إلى إعراض الناس والنفور من العمل الخيري.

كما أوصيهم بنقل صور المعاناة التي يشاهدونها بواقعية وصدق بعيدا عن المبالغة والتهويل، بحجة كسب تعاطف الناس لصالح المنكوبين لأنّ المتابعين أذكياء، وقد تأتي المبالغة بردود فعل عكسيّة.


يمكنك الآن أن تنضم الآن إلى قوافل المتطوعين وتتعرف على الفرص التطوعية التي توفرها قطر الخيرية.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.