اليتيمة “شبنم” .. كيف حققت حلمها بدراسة الطب ؟!

2020-01-26

“شبنم مجسَّر” فتاة كشميرية في باكستان ، طموحة تعيش في بلدة صغيرة تسمى تشيلا باندي وسط وادٍ ساحر الجمال في مدينة مظفر آباد – إقليم جامو وكشمير بباكستان. تمتلك اليتيمة “شبنم” عزيمة تتحدى بها الظروف التي أحاطت بها، وطموحا لتحقيق أهدافها، رغم أنها عانت من اليتم منذ أن كان عمرها أربع سنوت، بسبب وفاة والدها في حادث سير عام 2004.

تعتبر اليتيمة “شبنم” نفسها محظوظة لأنّها حظيت أولا بأمّ مكافحة استطاعت أن تتحمل مسؤولية أسرة مكونة من 7 أطفال. واضطرت إلى جانب ذلك للعمل لأنّ زوجها كان المعيل الوحيد لبيتها وأولادها.

ولأن الأم كانت حريصة على تعليمها ومتحمِّسة لأن تكون ابنتها طبيبة في المستقبل، نظرا لتفوقها في الدراسة. إلى جانب استفادتها من برنامج كفالة الأيتام بدعم من شخص فاضل من دولة قطر قدّم لها الدعم المالي والرعاية الاجتماعية عبر مكتب قطر الخيرية في كشمير طيلة مدة دراستها، حتى حصلت على الثانوية العامة بتفوق.

تقول شبنم أن عائلتها عانت من ظروف معيشية بائسة للغاية بسبب موت والدها، ومرت على الأسرة أيام لم تتمكّن فيه من الحصول على وجبات طعام كافية وغيرها من متطلبات الحياة الأساسية، واضطر بعض اخوتها الذين يكبرونها لترك مقاعد الدراسة. لكن من حسن حظها أن يسر الله لها الكفالة بدعم من أهل الخير في قطر وهو ما أسهم في تخفيف معاناة الأسرة.

كانت شبنم تساعد أمها في تربية اخوتها الذين يصغرونها وتشاركها في القيام بواجبات البيت المعتادة، ولكنها في نفس الوقت كانت تعمل على تحقيق حلمها الذي يراودها منذ الصغر ورغبتها في أن تصبح طبيبة لتكون عونا لأسرتها وناشطة في خدمة مجتمعها.

لتنهي شبنم الثانوية بنتيجة مشرِّفة وتحصل على قبول عن طريق المنافسة لدراسة الطب من كلية بونش الطبية Poonch Medical College في مقاطعة بونش في بكشمير، وهو ما يعني أنها وضعت أقدامها بثقة على طريق اكتمال الطموح الذي طالما حلمت به واجتهدت من أجل بلوغه.

طموح اليتيمة “شبنم” في المساهمة في رعاية سكان منطقتها الفقيرة

عبرت “شبنم مجسر” عن جزيل شكرها لأمّها لأنّها ـ كما قالت ـ نجحت في تشجيعها المستمر وأدارت الدعم المالي المخصص لها من قطر الخيرية بعناية فائقة، كما وجهت خالص امتنانها لكافلها الكريم معتبِرة أن كلمات الشكر لا توفيه حقه، لأنه لم يكتف بكفالتها منذ الصغر وطيلة دراستها في المرحلتين الأساسية والثانوية كيتيمة فقط، بل قرّر منذ أن قبلت في كلية الطب أن يواصل الكفيل رعايتها ضمن كفالة طلاب العلم .

وتأمل بعد تخرجها من الجامعة أن تساهم بواجب الرعاية الصحية والعلاج بالمجان لنساء وأطفال منطقتها التي تعيش فيها ـ خصوصا الأرامل والأيتام ـ لأن منطقتها تعاني من ضعف هذه الخدمات بسبب التضاريس الجغرافية وعدم القدرة المالية للأهالي. وتعتبر ذلك جزءا من شكر الله على ما سخّره لها من نعم وما يسّره لها من دعم.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.