من كفالة طالب علم إلى حقيبة وزارية بالصومال

2020-10-12

بين اليوم وعشر سنين خلت تاريخ حافل بالإنجاز والعطاء، ومسيرة مكلّلة بالنجاح والتميّز بالنسبة لـ “عبد الله محمد نور” من دولة الصومال، سواء على مستوى التعليم والحصول على شهادة عالية، أو على مستوى العمل الحكومي حتى استلام حقيبة وزارية، أو مستوى العمل البرلماني المتواصل حتى الآن. وحتى على مستوى العمل التطوعي وخدمة الناس، وكفالة مجموعة كبيرة من طلاب العلم في المراحل التعليمية المختلفة.

بداية الرحلة .. منحة دراسية

ينحدر عبد الله المولود عام 1982 من أسرة ذات دخل محدود، التحق في العام الدراسي 2005 ـ 2006 بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة مقديشو.

احتاج إلى من يقدّم له يد العون والمساعدة ليستطيع إكمال تعليمه الجامعي. وقبل أن يضطر للتوقف عن متابعة دراسته شملته منحة قطر الخيرية الدراسية التي تقدّمها للطلاب الفقراء والمحتاجين بخيرها. فاستطاع تسديد رسوم الدراسة اعتبارا من السنة الثانية وحتى السنة الرابعة.

ليتخرّج بنجاح عام 2009، وينخرط بعدها في غمار الحياة العمليّة، محقّقا إنجازات مهمة خلال السنوات العشر التي مضت في أكثر من مجال. جعلت منه شخصية مرموقة، واسما معروفا على مستوى المجتمع الصومالي. 

ولأنّه “لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل”  فلم يكن مستغربا أن يقول لنا عبد الله بكل تواضع: إن منحة قطر الخيرية كانت بالنسبة لي بمثابة طوق نجاة. ولا أعرف كيف سيكون عليه مستقبلي لو لم أحصل عليها آنذاك”.

ثمار المثابرة والتفوق : رئاسة المجلس الوطني لشباب الصومال

يستهلّ عبد الله نور عمله رئيسا للمجلس الوطني لشباب الصومال عام 2009 -2010. ثم عمل وزيرا للدولة للشئون المالية للأعوام من 2011-2014. وهو حاليا عضو في البرلمان الصومالي، ويعتبر هذه العضوية إحدى أمنياته التي طالما تمناها لكي يخدم شعبه ووطنه.

لذلك يعتبر عبد الله شخصية عصامية، فقد بدأ في إنشاء عمل تجاري خاص به من الصفر. ثم نمى عمله وتوسّع ليدرّ عليه أرباحا طيبة، تضمن له ولأسرته عيشة كريمة ومريحة، وقدرة على التوفير والادخار. 

لذلك لم يقتصر عمله على النوعين الحكومي والخاص فقط. بل ثمّة عمل محبّب إليه كثيرا، يلازمه كظلّه، ويصاحبه على الدوام ألا وهو العمل التطوعي، يسخِّر له وقته وماله وجهده.

حيث يصف عبد الله التطوّع وخدمة الناس بـ” العمل الرائع”، ثم يخبرنا بأنّه يعطيه “20 ساعة أسبوعيا”. ويفتخر أنّ أول عمل قام به بعد الانتهاء من الجامعة كان تطوعيا في مكتب الدراسات العليا بجامعة مقديشو.

سرّ النجاح : توفيق الله، وبركة العمل الخيري .. ودعم أهل الخير

ولأنّه يدرك أهمية الكفالات خصوصا كفالات طلبة العلم في بناء مستقبل الشباب لاسيما في المجتمعات الفقيرة والنامية. ولأنه يعلم أكثر من غيره حجم الأثر الذي تتركه والفرق الذي تحدثه، فقد قرّر أن يضع جزءا من مخصصاته الخيرية في الكفالات. منوها بأنه ـ ولله الحمد ـ يكفل حاليا 40 طالبا في المراحل التعليمية: الثانوية والجامعية والعليا(الماجستير) .

إلى جانب العمل واصل السيد عبد الله تعليمه العالي فحصل على الماجستير في العلوم المالية عام 2015، ويأمل أن يتاح له إكمال درجة الدكتوراه مستقبلا.

ويعتبر عبد الله أن سرّ نجاحه يكمن في توفيق الله له أولا، ثمّ في شغفه بالعمل الحكومي ثانيا، وفي بركة العمل التطوعي وفعل الخير ثالثا.

ويتوجّه عبد الله بالشكر الجزيل إلى كافله الكريم، وإلى جمعية قطر الخيرية التي كفلته من خلال مكتبها في العاصمة الصومالية ثم لجامعة مقديشو، داعيا الله أن يجزيهم عنه خير الجزاء.  منوها بأنّه لولا دعمهم ومساندتهم له، لما أمكنه الوصول إلى ما وصل إليه اليوم.   


المقال منشور في الجزء الثاني من كتاب شهد النجاح من قطر الخيرية، حمّل نسختك الآن

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.