الأثر النفسي للصدقة

2021-01-20

تشير الكثير الكتب والأبحاث المعاصرة إلى تأثير الصدقة وعمل الخير عموماً ومفعولهما النفسي على الإنسان. بحيث يمنحه الإحساس بالقيام بشيء مفيد وذو معنى يشعره بالراحة النفسية ويزيد من مناعة جسمه على مقاومة المرض. بل ويقولون أن للصدقة أثرها الإيجابي على الدماغ أيضاً. لكن ماذا عن الإسلام الذي حببّ الصدقة إلى نفوس المؤمنين؟ وكيف عمل ديننا الحنيف على ترسيخ هذه المفاهيم بشكل أعمق وتلقائي لدى المسلم، وفق أسس يتربى عليها العبد المؤمن منذ صغره؟ فالراحة النفسية لدى المؤمن ترتبط بيقينه بأن ما أنفقه لن يضيع سدى، إنما سيعود بالنفع على نفسه وأهله وماله بركة ونماء، بل ويحصنه من المهالك ومصارع السوء.  

1-     اليقين: وما أنفقتم من شيء فإن الله سيخلفه

وهذا أول أسرار الصدقة في الإسلام. فالله هو الرزاق، وهو المعطي، وهو الممسك سبحانه. والعبد ينفق وهو على يقين بأن الله سيخلفه ما أنفقه رزقاً وبركة وحفظاً من السوء، وبل ويحمد الله أن جعله سبباً لرزق بعض عباده.

ويزيد يقين العبد المؤمن عبر تدبر آيات الله القرآنية والكونية. كما يزيد اليقين كذلك بدعاء الله أن يمنحه الإيمان واليقين والهدى. جاء في الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام قوله: “اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا”.

إلى جانب التصديق الكامل بما جاء في كتابنا العزيز أو ثبت عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. مثلما روى الترمذي عنه عليه الصلام والسلام أنه قال: “إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء””.

فللصدقة أثر عجيب في جلب الخير ودفع الشر، والقيام بها بنية جلب الخير ودفع الشر جائز شرعاً. وإن كان الأولى أن ينوي المسلم بعمله التقرب إلى الله تعالى لينال من خير الدنيا والآخرة.



2-     الراحة النفسية

يقول خبراء علم النفس أن للصدقة أثر نفسي عجيب. إذ أنها تدخل السرور على المتصدق، فهو المستفيد الأكبر أكثر من المتصدق له. كما أنه من المفيد تدريب الأبناء من الصغر على عملية التصدق.

فللصدقة، مثل سائر أعمال الخير، من شأنها أن تحسن الحالة الصحية وتزيد من حالة الشعور بالرضا على الحياة. إذ يمنحك الشعور بمساعدة الآخرين القدرة على إدارة الإجهاد وتجنب الأمراض. بالإضافة إلى خفض معدل الإصابة بالاكتئاب، وتخفف من الشعور بالوحدة. وهذه كلها عوامل يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية في الأمد الطويل.



3-     السعادة

الصّدقة هي من أكثر الأعمال التي تدخل على العبد شعوراً بالسعادة وانشراح الصدر، نظراً لما فيها من شعور بطاعة الله والامتثال لأوامره، من خلال نفع عباد الله والإحسان إليهم.

والتحرّر من عبودية المال وتقديسه، والقيام بمساعدة الآخرين، وإدخال السّرور عليهم، والسّير في طريق أهل الجود والإحسان، والتعرّض لنفحات الربّ ورحمته وإحسانه. كما أنّ للصّدقة أثر إيجابي على حياة الفرد والمجتمع حيث تعمل على حفظ المتصدّق من البلايا الّتي قد تحلّ به كحوادث السّير والحرائق وغيرها من الأضرار الّتي تحصل لكثير من النّاس.



4-     تحقيق الذات

من أصعب ما قد يواجهه الإنسان في حياته هو أن يفقد المعنى لوجوده في الحياة، والبوصلة التي أودعها الله فيه حتى يودي المهمة التي خلقه من أجلها. فيقع ضحية الاضطرابات النفسية والعصبية ما لم يبادر إلى الانطلاق في دروب الخير.

فغالباً ما ينصح الأطباء النفسيون هؤلاء بالانخراط في عمل الخير ومساعدة الفقراء، مثل الصدقة أو التطوع. فمثل هذه الأعمال لا تكتفي فقط بملء أوقات الفراغ، بل تعزز الشعور بوجود هدف ومعنى للحياة، مثل تقديم المال أو الطعام للمشرين أو تخصيص ساعات لتدريس أطفال فقراء مجاناً.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.