رمضان قطر ... في عيون المغتربين

رمضان قطر ... في عيون المغتربين


19/06/2017 | أبواب الخير


 جانيت أيولا أولومو

عندما ينتقل المرء من جزء من العالم إلى آخر، فلا مناص من مواجهته لتغيرات ثقافية عميقة الأثر، وقد واجهتُ هذه الحقيقة عندما قدمتُ من الغرب للعمل والعيش في الشرق الأوسط، حيث وجدتُني في خضم ثقافة غريبة عني، وموجة حر حارقة لم أشهد مثلها في حياتي. 

يدرك المتابع لحركة التنقلات البشرية وأماكن الاستيطان في القرن الحادي والعشرين أن العالم قد أصبح بالفعل قرية صغيرة. فهُنا في الغرب، عشت جنباً إلى جنب مع مسلمين من شتى أنحاء المعمورة، ولا أعدُ نفسي جاهلاً بما يعنيه صيام شهر رمضان المبارك وغيره من الشعائر الإسلامية التي كانت تُمارسُ على مقربةٍ مني في لندن، حيث عشتُ وعملتُ مع أصدقاء وجيران وزملاء من المسلمين.

أما بعد انتقالي للعيش في قطر، فقد وجدت لشهر رمضان الكريم معانٍ وأهمية كبرى وتعلمت وأدركت قيمة هذه الظاهرة الروحية التي يعكسها روح التفاني من أمة بأكملها في هذا الشهر المبارك.  لم يعد رمضان شهر المسلمين المبارك الذي يلتزمه جيراني إبراهيم ويوسف ومريم في الشارع الذي أقطن به في جنوب لندن، بل تحول إلى ظاهرة دينية على مستوى قومي ووجدتني وزملائي من المغتربين منغمسين في أجوائه مع باقي الأمة على جميع المستويات. إذاً، ما هي أفكاري ومشاعري حول رمضان في قطر؟ الإجابة على هذا السؤال ليست بعيدة المنال، وأستهل بما يلي:

أنا مُدرِّسة لغة إنجليزية في مدرسة دولية في الدوحة، وفي مدرستي 98% من الطلاب قطريون مسلمون.  كمُعلِّمة أؤمن أن المرء يتعلم الكثير من طلابه. لذلك، علمتُ من طلابي، وهم في الغالب من المراهقين، أن رمضان في قطر، هو التزام على الصعيد الوطني، ويشمل كل من البالغين والشباب والمراهقين والأطفال. يعيش الناس في قطر ويتنفسون الإسلام ويشكل رمضان ركناً رئيسياً من هذا الدين.

وفي حين يعتقد البعض منا في الغرب أن تقاليده غريبة ومتطلباته عديدة، ما رأيته، في السنوات الأربع التي قضيتُها هنا، هو أن القطريين يرون فيه وقتاً للبركة والالتزام والتفاني، وهو كذلك وقت سعادة وفرح. بالنسبة لي وللمغتربين الآخرين، تُشع هذه السعادة وتمتد لتغمرنا بنفحاتها.

في البداية، تعرّضتُ والعديد من المغتربين الآخرين- لصدمةٍ ثقافيّةٍ إثر مشاهدة هذه الاحتفالات، وسعادة التقاء الأسر، ومقدار الفرح والرضا على وجوه الناس خلال يوم الصيام. أعتقد أن أعظم صدمة بالنسبة لي، هي رؤية المراهقين والطلاب الأصغر سناً في مدرستي يصومون طوال اليوم، مع التزامهم بالجهد المبذول منهم في الدراسة. كنتُ ومازلتُ مندهشةً بتفاني هؤلاء الشباب والتزامهم بدينهم وثقافتهم.

أعتقد أن رمضان في قطر تجربة رائعة ومذهلة وتذكيرٌ بأن عالمنا في القرن الحادي والعشرين هو قريةٌ صغيرة، علينا فيها أن نستمتع بمخالطة الثقافات الأخرى في أي بقعةٍ وُجِدنا فيها.

 

ملاحظة: يعبر المقال عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر قطر الخيرية.

يمكنك تغيير حياتي إلى الأفضل

يرجى التفكير في تقديم تبرع شهري أعلى للمساعدة في تلبية الاحتياجات المعيشية الأخرى

1

2

3

4


تخصم تلقائيا (شهرياً)

يتم اخد موافقتك للتجديد


اختر مبلغ التبرع


اختر مبلغ التبرع


المبلغ الإجمالي