صرح تعليمي يصبح مهوى قلوب الأيتام في الصومال

صرح تعليمي يصبح مهوى قلوب الأيتام في الصومال


02/09/2025 | المركز الاعلامي


كانت "مائدة" تخشى أن تنطق بكلمة أمام زميلاتها، ترتجف حين يُطلب منها القراءة، وتغرق عيناها في الدموع كلما حاولت التعبير. لم تكن وحدها، فـ "مسعود" أيضًا كان يعاني من صعوبات في الاستيعاب، ودرجاته الدراسية كانت متدنية، بينما "حفصة" كانت تائهة بين كثافة المواد الدراسية وشعور داخلي بأن الحياة لا تحمل لها سوى الحزن. هؤلاء الأطفال الأيتام، وغيرهم كثير، كانوا يعيشون في مدينة بيدوا جنوب غرب الصومال، حيث الحرب والجفاف تركا آثارًا قاسية على أرواحهم الصغيرة، وجعلا من التعليم حلمًا بعيدًا، ومن الأمل رفاهية لا تُتاح.

نافذة نحو المستقبل

لكن شيئًا ما تغيّر حين فتحت مدرسة "عائشة بنت جاسم" المخصصة للأطفال الأيتام أبوابها. لم تكن مجرد مدرسة، بل كانت وعدًا جديدًا بالحياة. حين دخل الأطفال للمرة الأولى، كانت خطواتهم مترددة، وعيونهم حائرة، لكنهم وجدوا في المكان دفئًا لم يعرفوه من قبل، ووجوهًا مبتسمة تستقبلهم بحب، ومعلمين لا يلقنونهم الدروس فقط، بل يرممون ما تهشّم في دواخلهم.

"مائدة" بدأت تقرأ بصوت منخفض، ثم ارتفع صوتها شيئًا فشيئًا، حتى أصبحت تشارك في الأنشطة اللاصفية، وابتسامتها لا تفارق وجهها. و "مسعود"، الذي كان يعاني من ضعف أكاديمي، تلقى دروسًا إضافية ومتابعة فردية، وتحسنت نتائجه حتى أصبح قدوة لزملائه. أما "حفصة"، فقد استعادت إيمانها بنفسها، وارتفعت درجاتها، وأصبحت ترى في التعليم نافذة تطل منها على مستقبل مشرق.

أرقام ناطقة

هذه القصص لم تكن استثناءً، بل كانت انعكاسًا لروح المدرسة التي أنشأتها قطر الخيرية وتقوم بمواصلة تسييرها منذ عام 2021، بدعم من أهل الخير في قطر، إذ من خلالها يتمّ الجمع بين التعليم والدعم النفسي والاجتماعي، وتوفير بيئة آمنة متكاملة. إضافة لتوفير الزي المدرسي والكتب مجانًا، والحافلات لنقل الطلاب، مما أسهم في تقليل غياب الطلاب وزيادة نسبة تمدرسهم. كما استثمرت الجمعية في تدريب الكادر التعليمي، ليكون أكثر قدرة على التعامل مع الأطفال الذين يحملون ندوبًا نفسية عميقة.

بفضل دعم أهل الخير وجهود فريق قطر الخيرية، ارتفعت نسبة نجاح طلاب المدرسة إلى 97%، وتراجع عدد المتسربين منها من 58 إلى 13 طالبًا. كما ارتفع عدد الطالبات الملتحقات بالمدرسة من 76 إلى 119، في مؤشر واضح على تمكين الفتيات تعليمياً. هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل شهادة على ثقة المجتمع المحلي وأسر الطلاب في المدرسة، وعلى الأثر العميق الذي أحدثته في حياة الأطفال الأيتام، حتى أصبحت مهوى لأفئدتهم، وواحة أمان لأرواحهم، وعنوانا لتميزهم.

وتدعو قطر الخيرية أهل الخير للإسهام في صنع قصص نجاح أخرى تحدث فرقا في حياة الأجيال القادمة وترسم معالم مستقبل مشرق لهم خصوصا في مناطق الأزمات وذلك عبر مبادرة قطر الخيرية " التعليم 2025" ، حيث يمكن التبرع لمشاريعها المختلفة عبر الرابط: https://qch.qa/education

 

يمكنك تغيير حياتي إلى الأفضل

يرجى التفكير في تقديم تبرع شهري أعلى للمساعدة في تلبية الاحتياجات المعيشية الأخرى

1

2

3

4


تخصم تلقائيا (شهرياً)

يتم اخد موافقتك للتجديد


اختر مبلغ التبرع


اختر مبلغ التبرع


المبلغ الإجمالي