الاهتمام بالصحة النفسية للاجئين السوريين ضرورة لتجاوز آثار الأزمة

2021-10-10

خلّفت الأحداث الأليمة التي شهدتها سوريا منذ عشر سنوات لجوء وتشرد الملايين، غالبيتهم صاروا تحت خط الفقر، بالإضافة إلى الصدمات النفسية التي تعرضوا لها، مما أدى إلى إصابة الكثيرين بمرض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، نتيجة تجاربهم السابقة ناهيك عن أوضاعهم الحالية داخل المخيمات وانخفاض الدعم الاجتماعي والنفسي. حيث أشارت دراسات أجريت على الصحة النفسية للاجئين والنازحين السوريين إلى ارتفاع معدلات انتشار الاضطرابات النفسية بين اللاجئين والنازحين السوريين. وتضيف أن العبء النفسي على هؤلاء اللاجئين لا يزال مرتفعًا بمرور الوقت، على الرغم من تحسن الظروف المعيشية جزئيًا، مؤكدة على أهمية التدخلات العلاجية.

يمكن لأي حدث صادم أو تجربة مروعة أو مخيفة أو خطيرة (مثل الكوارث الطبيعية والنزاعات وحوادث السيارات) أن تؤثر على أي شخص إما عاطفيًا أو جسديًا.  وهذا يزيد من احتمال تعرضه لمشاكل نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والقلق، والاكتئاب.

أكثر من 75٪ من اللاجئين السوريين قد يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة

نشرت مؤسسة بريطانية في شهر مارس الماضي دراسة تقول فيها أن ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين قد يكونوا مصابين بأعراض نفسية خطيرة، بعد أكثر من 10 سنوات على الأزمة في سوريا. في حين أن 15 في المائة من هؤلاء يستفيدون من جلسات دعم الصحة النفسية.

ونقلت الدراسىة شهادات لبعض اللاجئين في لبنان وكيف أنهم صاروا يمتنعون عن مغادرة خيامهم نتيجة نوبات التوتر نتيجة الأحداث التي عاشوها قبل مغادرتهم بلدهم.

ودعت المنظمة إلى ضرورة إعطاء المزيد من الاهتمام بالصحة العقلية للاجئين المنتشرين في دول مختلفة، خاصة ممن يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، الذي تقول الدراسة بخصوصه أنه منتشر على نطاق واسع بين النازحين واللاجئين السوريين.

كما يعد اضطراب ما بعد الصدمة من أكثر الأعراض النفسية التي قد يصاب بها الأطفال. وتلعب البيئة التي يعيش فيها الأطفال من تأزم وضعهم الصحي، مثل العيش داخل مخيمات اللجوء، أو في مناطق فقيرة.



ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو اضطراب نفسي قد يحدث للأشخاص الذين عانوا أو شهدوا أحداثاً مؤلمة أو تعرضوا لمخاطر خلال حياتهم.

ويمكن أن يصيب اضطراب ما بعد الصدمة جميع الناس وعبر مختلف الأعمار. ويعاني الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من أفكار ومشاعر مكثفة ومزعجة تتعلق بتجربتهم العصيبة. وقد يسترجعون الحدث من خلال ذكريات الماضي أو الكوابيس، بالإضافة إلى ردود فعل سلبية قوية تجاه بعض الأمور العادية مثل الضوضاء العالية أو اللمسة العرضية، فيشعرون بالحزن أو الخوف أو الغضب، أو بالانفصال أو الاغتراب عن الآخرين.

كما قد يتجنب الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة المواقف أو الأشخاص الذين يذكرونهم بالأحداث الصادمة، وقد يكون لديهم ردود فعل سلبية قوية تجاه شيء عادي مثل الضوضاء العالية أو اللمسة العرضية.

نقص البرامج الخاصة بالصحة النفسية الموجهة للاجئين والنازحين

حذرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من أن تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية، والنزوح المطول، والعجز عن إيجاد حلول للنزوح، بإمكانها أن تؤدي إلى حالة من اليأس على نطاق واسع بين اللاجئين.

إلى جانب هذه التجارب المؤلمة، يواجه اللاجئون ضغوط ما بعد الهجرة في البلدان المضيفة لهم، مثل فقدان نمط حياتهم الاجتماعية، وصعوبة الاندماج، وعدم التمكن من اللغة والمهارات الثقافية المختلفة.

حيث يحتاج الممارسون الذين يعملون مع اللاجئين أن يكونوا على دراية بخلفياتهم الثقافية وأن يكونوا منفتحين على وجهات نظر ثقافية مختلفة حول المشكلات النفسية. وهذا يشمل الوعي بالقيم المختلفة، حتى يتمكنوا من اختيار نهج العلاج الأنسب.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.