يُحكى أنه ذات يوم وقفت معلمة الصف الخامس، وقالت لتلاميذها (إنني أحبكم جميعاً). ثم نظرت نظرة اشمئزاز إلى أحد التلاميذ وكان يدعى تيدي. كان تلميذاً منطوياً على نفسه لا يلعب مع الأطفال. ملابسه متسخة دائماً ومستواه الدراسي متدنٍ بشدة.
2.
كان تيدي كئيباً جداً لدرة أن المعلمة كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر لتضع علامات X بخط عريض وتكتب عبارة (راسب) في الأعلى.
وذات يوم طُلب منها أن تراجع السجلات الدراسية لكل تلميذ. وبينما كانت تراجع ملفات تيدي، فوجئت بشيء ما!
3.
لقد كتب عنه معلم الصف الأول: تيدي طفل موهوب يؤدي عمله بعناية وبطريقة منظمة.
ومعلم الصف الثاني: تيدي تلميذ نجيب ومحبوب ولكنه منزعج بسبب إصابة والدته بمرض السرطان.
وكتب معلم الصف الثالث: لقد كان لوفاة أمه وقعٌ صعب عليه. لقد بلغ أقصى ما يملك من جهود، لكن والده لم يكن مهتماً به. كما أن الحياة في منزله ستؤثر عليه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة.
بينما كتب معلم الصف الرابع: تيدي تلمبذ منطوٍ على نفسه، لا يُبدي الرغبة في الدراسة، وليس لديه أصدقاء، وينام أثناء الدرس.
4.
هنا أدركت المعلمة حجم المشكلة وشعرت بالخجل من نفسها! وقد تأزم موقفها عندما أحضر التلاميذ لها هدايا ملفوفة بأشرطة جميلة في إحدى المناسبات السعيدة ..
ما عدا الطالب تيدي. فقد كانت هديته في كيس بقالة.
تألمت المعلمة وهي تفتح هدية تيدي بينما ضحك التلاميذ على هديته التي كانت عبارة عن (عقدٍ قديم سقطت بعض أحجاره، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع).
5.
لكن سرعان ما توقف التلاميذ عن الضحك عندما عبرت المعلمة عن إعجابها بهديته وشكرته بحرارة. ثم ارتدت العقد ووضعت من العطر على ملابسها.
ويومها لم يرجع تيدي بعد الدراسة إلى منزله مباشرة. بل انتظر حتى يقابلها. ثم قال لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي!
عندها انفجرت المعلمة بالبكاء لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة.
6.
منذ ذلك اليوم أولت المعلمة اهتماماً خاصاً به. وبدأ عقله يستعيد نشاطه. وبنهاية السنة أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل.
ثم وجدت السيدة ورقة تركها التلميذ تيدي عند الباب. كتب فيها انها أفضل معلمة قابلها في حياته. فردت عليه (أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة)!
7.
وبعد عدة سنوات، فُوجئت هذه المعلمة بتلقيها دعوة من كلية الطب لحضور حفل تخرج الدفعة في ذلك العام موقعة باسم (ابنك تيدي).
8.
هل تعرف من هو تيدي اليوم ؟
تيدي ستودارد، هو واحد من أشهر الأطباء في العالم. ومالك مركز ستودارد لعلاج السرطان.
يا تُرى، هل كان تيدي سيصل إلى ما هو عليه الآن، لولا دعم معلمته؟