أشكال الرعاية الاجتماعية للأيتام لتوفير الحماية والوقاية لهم

2021-09-29

عرفت دول العالم تجارب مختلفة في توفير الرعاية الاجتماعية للأيتام، مثل المراكز التي يُطلق عليها اسم دور رعاية الأيتام أو “ملاجئ الأيتام”. إلى جانب النماذج التي استلهمتها الكثير من المنظمات الخيرية العربية والاسلامية من دينها وحضارتها لتقدم شكلاً متميزاً لكفالة الأيتام. يراعي الجوانب الجوانب الشخصية والنفسية لدى اليتيم لكن دون فصله عن محيطه الاجتماعي الأسري. بل في ظلّ وجوده وسط أسرته. مع ضمان تخفيف الأعباء المعيشية وتوفير الاحتياجات الأساسية له. 

تعتبر رعاية الأيتام كخيار اجتماعي لتوفير الحماية والوقاية من الأسس التي حث عليها القرآن العظيم. يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚوَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة : 220)

وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم كفالة اليتيم سبباً لمرافقته في الجنة مع الملازمة فعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” وأنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا – وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً – ” . رواه البخاري  ) .

لذا، يتعين على المجتمع أن يعامل هذه القضية ويتعاطى معها بمزيد من الفاعلية وتفعيل جهود الاحتضان والرعاية.  فالطفل اليتيم بحاجة إلى  التربية وغرس المبادئ والقيم والأعراف النبيلة التي تقوم بها الأسرة كأول لبنة لبناء المجتمع وتأسيسه على المبادئ القويمة والنبيلة، واليتيم بسبب فقد الأسرة المربية يفتقر إلى هذه الأمور الجوهرية، فلربما وجد الأيتام الدعم المادي وافتقدوا للتربية والتوجيه.

نماذج رعاية الأيتام في عصرنا الحاضر

تتنوع في أيامنا صور وأشكال الرعاية الاجتماعية للأيتام التي توفرها الدول والمجتمعات على اختلاف خلفياتها الثقافية والاجتماعية لفئة الأيتام. 

  • من تلك النماذج ما تقوم به مؤسسات ودور الرعاية أو الملاجئ بإيواء الأطفال بمختلف مراحل أعمارهم، وجنسهم، الذين حرموا من الرعاية الأسرية الطبيعية، بفقدان أحد الوالدين أو كلاهما بسبب الموت أو الطلاق أو الانفصال أو المرض أو التفكك الأسري.
  • وهناك نظام الأسر البديلة. بمعنى أن تقوم أسرة باحتضان طفل يتيم أو من كان في حكم اليتيم (مثل مجهول النسب) من قبل إحدى الأسر ليعيش بينها كأحد أبنائها ليحصل على حاجاته النفسية أو الاجتماعية أو المادية. وهو يختلف عن نظام التبني، فلا يتم تسمية الطفل باسم الأسرة.
  • إلى جانب ذلك هناك المؤسسات غير الإيوائية، التي تتكفل بالأيتام الذين فقدوا آباءهم ويعيشون حياة طبيعية مع أمهاتهم وذويهم أو أسرهم الممتدة كالجد والجدّة وما شابه ذلك. وهو النمط السائد من قبل الجمعيات الخيرية العربية والإسلامية. حيث تقدم من خلالها مساعدة مالية وتنظم للمكفولين برامج وأنشطة دورية في المجالات المختلفة.

أهمية الرعاية الاجتماعية للأيتام في توفير الحماية والوقاية لهم

نحو تطوير نموذج لكفالة الأيتام في المؤسسات الخيرية

يعتبر نموذج كفالة ورعاية الأيتام الذي تتبناه المؤسسات الخيرية العربية والإسلامية أفضل نماذج كفالات الأيتام المتوفرة في عصرنا الحالي حتى الآن (والتي سبق أن استعرضناها ). فتجربة المؤسسات الخيرية في رعاية وكفالة الأيتام تخلو من أي محظور قانوني أو شرعي. كما أنها تؤكد على أهمية وجود الأيتام مع أسرهم، حتى يتمكنوا بشكل طبيعي وتلقائي من إشباع الحاجات الأساسية لديهم سواء كانت حاجات اجتماعية أو نفسية أو عاطفية.

وقد بدأ هذا النمط من كفالة الأيتام في الإنتشار منذ سبعينيات القرن الماضيز لذلك فهو يستدعي من القائمين على المؤسسات الخيرية السعي إلى تطويره باستمرار لتلافي أوجه القصور فيه، من أجل أن تسهم الكفالة في تحقيق تأثير إيجابي أكبر في حاضر اليتيم وأسرته، وضمان مستقبل مستدام أكثر أمانا وازدهارا لهم.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق