قانون المُنغِّصات العشر

الشيخ خالد أبو موزة
2022-04-10

في الحياة منغصات. فلا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا وكان له نصيبٌ منها. وهي التي كان يتعود الرسول – صلى الله عليه وسلم – منها في الصباح وفي المساء. لكن هذا القانون “قانون المُنغِّصات العشر” له قصة جميلة، يرويها أبو داود عن أبي سعيد الخدري. قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة؛ ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله. قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي، وقضي عني ديني”.



فالرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يغير من واقع هذا الصحابي الجليل. فالرجل أراد أن يفتكّ من هذه الهموم التي لزمته والديون التي أرهقته. فأعطاه الرسول عليه الصلاة والسلام هذا القانون (الدعاء) الذي يتضمن عشرة أمور رئيسية، الذي يتعين على كل مسلم أن يحفظه ويعلّمه لأولاده ليقرؤوه كل يوم صباحا ومساء.  

فأبو أُمامة – كما مر بنا الحديث – استمر على هذا القانون النبوي العظيم، فقال “: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي، وقضي عني ديني”. فما الذي حدث لأبي أمامة؟! فهل بمجرد أن يردد هذا الكلام أذهب الله عنه الهم وقضى عنه الدَّين؟

إن الذي حدث هو تغيير داخلي وتغيير آخر خارجي.

التغيير الداخلي: الثقة بالله سبحانه

أن أثق وأطمئن بالله سبحانه وتعالى على أنه قادر على تغيير الواقع الذي أمر به. لأن أمره بين الكاف والنون، (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (سورة يس آية 82).

التغيير الخارجي: يصبح كالطير

لكن ما علاقة الطير بهذا القانون؟! فعلى المستوى الخارجي يتوكّل العبد على الله حقّ توكله، فيُصبح كالطير في نشاطه وهمّته العالية في سعيه بحثاُ عن الرزق من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لا يكلّ ولا يملّ. فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا “.

فهذا الذي حدث لأبي أمامة. فبدل أن يجلس في المسجد في غير وقت الصلاة، ومتخفٍ عن دائنيه، يذهب ليعمل: حمالاً كان أم حطاباً يبيع الحطب. وبمرور الوقت سيوفقه الله إلى قضاء الدين ويذهب عنه الهم.

فهذا بالمختصر “قانون المُنغِّصات العشر” فأنا عندما أدعو الله سبحانه وتعالى، أكون على يقين بأنه قادر على أن يغير أية ظروف قاسية أعيشها.

وفي مجتمعاتنا يوجد الكثير ممن أثقلت كاهلهم الديون من الغارمين، قد ركبتهم الأحزان والهموم والغموم. والأخذ بهذا القانون هو أحد أسباب الفرج بأن يلتزم به المرء حين يُصبح وحين يُمسي.  


الموسم الثاني من برنامج “قانون نبي”.

الشيخ خالد أبو موزة
داعية إسلامي
يعبر المقال عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر قطر الخيرية.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.