يقع على رأس الهرم البشري زمرتان؛ الأنبياء والأقوياء، فأما الأنبياء فقد بنوا حياتهم على العطاء فأعطوا ولم يأخذوا وعاشوا للناس، بينما الأقوياء بنوا حياتهم على الأخذ فأخذوا ولم يعطوا وعاش الناس لهم، وبطولة الأقوياء أن يتخلقوا بأخلاق الأنبياء.
إن الناس جميعهم على اختلاف انتماءاتهم وأعراقهم صنفان، صنف أعطى واتقى فسلم وسعد في الدنيا والآخرة، وصنف بخل واستغنى فشقي في الدنيا والآخرة.
تقوم “قطر الخيرية” على مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين والمنكوبين حول العالم انطلاقاً من إيمانها بأهمية بناء الإنسان وإمداده بما يضمن له حياة كريمة تعينه على شؤون دينه ودنياه.
ومن صفات المؤمن الإنفاق ، يعطي ، يتقرب إلى الله بالعطاء
ولكن الله عز وجل في بعض الآيات نبه إلى حقيقتين الأولى في قوله تعالى :
﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (سورة سبأ – 39﴾
أي أن الله عز وجل أراد أن يمتحننا ، فإذا أنفقنا من مالنا الحلال فالله وعدنا أن يعوض علينا أضعافا مضاعفة، الصدقة بعشرة أمثالِها.
فلذلك ما الذي يجعل الإنسان يحجم عن الإنفاق ؟ خوفه من نقص المال ، فإذا وعده الله عز وجل أن يعو َض عليه أضعافاً مضاعفة من الذي أنفق ، فهذه الآية ينبغي أن تكون باعثاً لكل مؤمن على الإنفاق، لأن الله عز وجل في بعض الآثار القدسية ورد :
(ياعبدي، أنفق أُنْفِقْ عليك)
(“أنفِقْ بِلالُ” ولا تَخْشَ من ذِي العرشِ إِقْلالًا)
الإنفاق الذي ينفقه العبد في علم الله:
﴿ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة – 273﴾
نقطتان أساسيتان في الإنفاق أن الله يعلم ، الله عز وجل لا يطالبك بإيصال ، ولا ببيان ، ولا بسند ، ولابيمين ، ولابدليل ، لأنه يعلم :
﴿ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة – 273﴾
﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (سورة سبأ – 39﴾.
بقلم: الشيخ محمد راتب النابلسي
المقال منشور في العدد 28 من مجلة غراس
يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة