في أحد أحياء نواكشوط البسيطة، وُلدت خديجة محمد سالم في ليلة مظلمة، لكنها لم تسمع صوتها الأول، ولم تنطق كلمتها الأولى. وُلدت صماء وبكماء، ومع فقدان والدها المبكر، أصبحت يتيمة أيضًا. ثلاثية من التحديات: الصمم، البكم، واليتم، كانت كفيلة بإطفاء الأمل في حياة أي شخص، لكن خديجة اختارت أن ترى الحياة بعينيها، وتتكلم بعدستها.
قبل ثلاثة وعشرين عاما، رأت “خديجة محمد سالم” النور في ليلة مظلمة في حي بسيط بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
ولكنه نور لم يسعفه صوت (سماعا أو حديثا)، حيث ولدت صماء وبكماء، تتفاعل مع الحياة وتواجه تحدياتها وصعوباتها بعيونها فقط.
وسرعان ما عاجلها ألم فقدان الأب لتنضم مبكرا إلى نادي الأيتام، بعدما ولدت وهي تحمل بطاقة عضوية في نادي ذوي الاحتياجات الخاصة.

لم تستسلم خديجة واستأنفت حياتها الدراسية مبكرا كما يفعل الأطفال الطبيعيون.. وواصلت التدرج بدءا بالابتدائية إلى الإعدادية لتصل إلى مرحلة الثانوية التي لم تكملها بسبب عدم توفر أساتذة مترجمين بلغة الإشارة.
فغادرت مقاعد المدرسة لتبدأ تجربة أخرى تناسب ظروفها وإمكانياتها واحتياجاتها الخاصة.
كيف واجهت خديجة التحديات التعليمية؟
- التحقت خديجة بالمدرسة الابتدائية رغم إعاقتها، وواصلت حتى المرحلة الثانوية.
- توقفت رحلتها التعليمية بسبب غياب مترجمين بلغة الإشارة، ما اضطرها لترك الدراسة.
- لم يكن الانقطاع نهاية الطريق، بل بداية لمسار جديد يتناسب مع قدراتها.
خديجة محمد سالم التي حرمت السمع والكلام، رزقها الله “رؤية ثاقبة” أكسبتها نظرة جميلة للحياة والأشياء وموهبة في التصوير الفوتوغرافي طورتها من خلال دورات تكوينية نالت على إثرها شهادات في المجال أهلتها لامتلاك “حرفة” وعمل يناسب ظروفها واحتياجاتها الخاصة.
كيف تحولت الموهبة إلى مهنة؟
- امتلكت خديجة “رؤية ثاقبة” جعلتها تلاحظ تفاصيل الحياة بطريقة مختلفة.
- التحقت بدورات تدريبية في التصوير الفوتوغرافي، وحصلت على شهادات معتمدة.
- التصوير لم يكن مجرد هواية، بل أصبح وسيلة للتعبير، ومصدر دخل، وأسلوب حياة.
بوابة الأمل
بدعم أهل الخير كانت قطر الخيرية في التفاصيل، حيث واكبت رحلة خديجة المبكرة في اليتم والإعاقة، فوفرت لها الرعاية والكفالة ضمن أيتامها ومكفوليها، وكانت سندها المنيع في مواجهة التحديات في دراستها وحياتها بشكل عام.
وعندما قررت دخول سوق العمل جهزت لها الجمعية استديو متكامل يحقق طموحاتها في مجال التصوير الفوتوغرافي ضمن مشاريعها المدرّة للدخل، ويُعزز ثقتها بنفسها ويمنحها أملاً جديداً في مسار عملي يتيح لها التعبير بعيونها بكل ثقة وإبداع.
كما وفرت لها دخلا ثابتا يعينها على تلبية متطلبات وتكاليف العيش، ويزيل كل الحواجز التي كانت تقف في طريقها.
ما دور قطر الخيرية في دعم خديجة؟
- واكبت قطر الخيرية رحلة خديجة منذ طفولتها، ضمن برامج كفالة الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.
- وفّرت لها الجمعية استوديو تصوير متكامل ضمن مشاريعها المدرّة للدخل.
- دعمتها نفسيًا ومهنيًا، ووفّرت لها دخلًا ثابتًا يعينها على متطلبات الحياة.
تعد قطر الخيرية، من أبرز الجهات التي تقدم برامج فعالة في كفالة الأيتام ودعم أصحاب الهمم.
تواصل خديجة كتابة فصول قصة نجاحها بكل شغف وإصرار على التحدي مهما كانت العوائق.. مثمنة “وقفة” قطر الخيرية معها وشاكرة لكل الخيرين في دولة قطر وداعية لهم بالتوفيق والقبول.

لماذا تعتبر قصة نجاح خديجة مصدر إلهام؟
- خديجة لم تستسلم رغم الإعاقة واليتم، بل صنعت لنفسها طريقًا خاصًا.
- استخدمت موهبتها للتعبير عن مشاعرها، والتواصل مع العالم من حولها.
- أصبحت نموذجًا يُحتذى به في الإرادة، والإبداع، والاعتماد على الذات.
كيف يمكنك دعم قصص النجاح مثل قصة خديجة؟
ساهم في دعم الأيتام وأصحاب الهمم ومساعدتهم في بناء مستقبلهم. تبرعك اليوم قد يكون سببًا في ولادة قصة نجاح جديدة، تمامًا.