العقيقة في الإسلام: سُنة محببة تدفع البلاء وتزيد البركة

2025-05-20

العقيقة، تلك السُنة العظيمة التي تترجم معاني الشكر، وتُعلن قدوم مولود جديد إلى الحياة، ليست مجرد شعيرة اجتماعية أو تقليد موروث، بل عبادة لها مكانتها في الإسلام، تجمع بين طاعة الله والتوسعة على الخلق، وتترك أثرًا روحيًا واجتماعيًا مباركًا.



تعريف العقيقة

العقيقة هي الذبيحة التي تُذبح عن المولود في اليوم السابع من ولادته، شكرًا لله تعالى على هذه النعمة العظيمة، وتعبيرًا عن الفرح والاستبشار. وقد ربطها النبي صلى الله عليه وسلم بالسُنة النبوية، حيث قال: “كل غلام مرتهن بعقيقته، تُذبح عنه يوم سابعه، ويُسمى فيه، ويحلق رأسه” (رواه الترمذي).

حكم العقيقة في الإسلام

 العقيقة هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مشروعة في حق من قدر عليها. أما من لا يملك القدرة المالية على ذبحها، فلا إثم عليه، وتُجزئ عنه النية الطيبة والدعاء للمولود.

ويستحب ذبح شاتين عن الذكر، وشاة واحدة عن الأنثى، اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، الذي “عق عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا” (رواه أبو داود).

شروطها

مثل الأضحية، تخضع العقيقة لشروط تتعلق بالسن والسلامة من العيوب، ومنها أن تكون من بهيمة الأنعام (ظأن أو ماعز) وأن تبلغ السن الشرعي (ستة أشهر للضأن وسنة للماعز) وأن تكون خالية من العيوب كالعرج أو المرض أو العور.

ويُستحب أن تُذبح في اليوم السابع، وإذا لم يتيسر، ففي اليوم الرابع عشر أو الحادي والعشرين، كما أشار بعض العلماء.

دفع البلاء

ورد عن العلماء أن العقيقة من أسباب دفع البلاء عن المولود، وقد أشار ابن القيم في كتابه تحفة المودود بأحكام المولود إلى أن في العقيقة فداءً للمولود، وفكًّا لرهانه، وهي سنة تشتمل على معانٍ عظيمة من البركة والدعاء والحفظ، ويدل قول النبي: “كل غلام مرتهن بعقيقته” على أن العقيقة سبب في رفع البلاء والحفظ الإلهي للمولود.

التصدق بالعقيقة

من المسائل المهمة التي تُثار حول العقيقة، مسألة التصدق بها كاملة، والجواب أن الأمر فيه تفصيل حيث يجوز التصدق بها كاملة دون أكل صاحبها منها، وهو جائز شرعًا، لكن يمكن أن يأكل منها ويتصدق ويهدي، كما هو الحال في الأضحية.

وقد نصّ العلماء أن السنة أن يأكل منها، ولو قليلًا، ويُطعم منها الأهل والجيران والفقراء.

هل يجوز جمع الأضحية مع العقيقة؟

لا يُشرع الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة، لأن كلاً منهما عبادة مستقلة بذاتها، ولكل منهما أسباب وأحكام. وقد جاء ما يفيد بأن القول الراجح أن العبادتين لا تندمجان في نية واحدة، فلا يُجزئ أن يذبح المرء ذبيحة واحدة بنيّتين، بل الأفضل أن يُفرد كل عبادة بذبيحتها.

التيسير على الناس

في عصرنا الحالي، أصبحت المؤسسات الخيرية جسورًا للخير، تسهّل أداء العبادات وتضمن وصول النفع للفئات الأكثر حاجة. ومن أبرز هذه الجهات “قطر الخيرية”، التي تتيح خدمة العقيقة وفق الضوابط الشرعية، مع ضمان الذبح في الوقت الشرعي، وتوزيع اللحوم على الأسر المحتاجة في كافة أنحاء العالم.

باب من أبواب الطاعة

ليست العقيقة مجرّد لحظة فرح عائلية، بل هي باب من أبواب الطاعة، وعمل يُرضي الله، ويجلب البركة للمولود وأسرته. ومن خلال الجمعيات الخيرية الموثوقة مثل قطر الخيرية، يستطيع كل أب وأم أن يساهموا في تحقيق هذه السُنة العظيمة بسهولة ويُسر، وفي الوقت ذاته يُدخلون السعادة على قلوب محتاجين حول العالم.

قال تعالى: “وما تُقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا…”

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق