تركي الشيب: الصورة المعبِّرة هي صوت المعاناة الإنسانية

2021-07-05

قال المصور القطري تركي الشيب الذي رصد من خلال خبراته الميدانية بلغة العدسة مشاهد إنسانية مؤثّرة، إن التصوير للعمل الإنساني يتطلب الكثير من الدقة والاحترافيّة والإبداع. وأن تكون الصورة قادرة على نقل رسالة هادفة وقادرة على أن تجذب المشاهد وتشكل لديه حالة من الوعي، تدفعه للتطوع ومد يد العون للمحتاجين والمتضررين من الحروب والكوارث.

وتطرق تركي الشيب في حواره مع مجلة غراس الى عدد من المحاور منها أهمية التصوير للقضايا الإنسانية في نقل الصورة الحقيقية للأزمات. وكيف يوازن المصور بين حرصه على التقاط الصورة المؤثرة وواجبه في تقديم المساعدة للحالة التي يستهدف تصويرها وغيرها من المحاور.



المصور القطري تركي الشيب
المصور القطري تركي الشيب

ما أهمية التصوير الإنساني في نقل الصورة الحقيقية للأزمات الإنسانية؟

الصورة الإنسانية من أعلى مقامات الصور وأقواها في التأثير وصنع الفارق. وهي التي تحمل هدفا ورسالة وموضوعا. وتلعب دوراً كبيراً في إنقاذ حياة ملايين الأرواح، من الأمراض والأوبئة والكوارث ومن الصراعات وآثارها المدمرة. فليس للمآسي الإنسانية حول العالم صوت يصل لنا وقادر على تقديم الحلول! هنا يأتي دور الصورة التي تلمّ بتفاصيل تلك المآسي، وتنقلها كما هي إلى حواس ملايين الناس حول العالم، لتخاطب فيهم إنسانيتهم وتستنهض ضمائرهم وتصرخ فيهم بعالي صوتها أن افعلوا شيئاً كي لا تتكرر تلك الصور.

ما الذي يجعل من الصورة التي تلتقط في الميادين الانسانية مؤثرة في نظر تركي الشيب؟

تكمن أهمية الصورة في رصد المصور المشاعر الإنسانية المختلفة، ونقل الصورة الحقيقية للواقع الإنساني أثناء الأزمات دون تغيير أو تعديل حتى تحافظ على مصداقيتها والرسالة الهادفة منها. فالصور المبالغ في تعديلها تفقد الكثير من قوة رسالتها وتأثيرها في المتلقي.

كما يجب أن تكون الصورة قادرة على نقل رسالة هادفة وقادرة على أن تجذب المشاهد وتشكل لديه حالة من الوعي، تدفعه للتطوع ومد يد العون للمحتاجين والمتضررين من الحروب والكوارث. فالصورة الاحترافية التي تحرك المشاعر، تساعد الجمهور على التفاعل مع الأزمات، ونحن في عالم بصري يحتاج إلى صورة بصرية تجذبه للمساهمة والتفاعل.



هل للمصور تركي الشيب أن يحدثنا عن أهم صورة التقطتها خلال عمله الإنساني وحظيت بتفاعل كبير من الجمهور؟

أهم صورة التقطتها كانت خلال رحلتي للصومال مع إحدى الجمعيات الخيرية لتوزيع مساعدات للمحتاجين في منطقة بعيدة ونائية. هناك وأثناء تقديم المساعدات لفت انتباهي رجل ابتعد قليلا وترك كل شيء على الرغم من حاجته الشديدة لكنه ذهب لأداء الصلاة فالتقطت له هذه الصورة. ولقد وجدتُ تفاعلا كبيرا من الجمهور حول هذه الصورة. كما شاركت بها في مسابقة تصوير وأحرزت المركز الأول على الرغم من أن الصورة بسيطة جدا لكني حاولت أن أنقل الصورة بشكل طبيعي ومؤثر.



برأيك كيف يوازن المصور الإنساني بين حرصه على التقاط الصورة المؤثرة وواجبه في تقديم المساعدة للحالة التي يستهدف تصويرها؟

من أهم مهام المصور الإنساني هي إنسانيته. فإذا استدعى الأمر إنقاذ شخص ما أو تقديم المساعدة له ولو على حساب ترك التصوير لحظتها. لذلك يجب على المصور أن يوازن بين حرصه على التقاط الصورة وتقديم المساعدة. لذلك أرى أن تقديم المساعدة يجب أن يكون قبل التصوير، وهذا أيضا يعتمد على نوعية المساعدة أو الحالة التي تحتاج إلى المساعدة إن كانت عاجلة أم لا.

ولأن التصوير الإنساني هو مشاركة المصور هموم غيره وكونك مصور فأنت قادر على أن تعيش القصة وتنقل القضية التي قد تنقذ حياة العديد من خلال إعلامك عنها، فتكون بذلك صوت المحتاج والفقير بعدستك.

هل التأثر بالصورة الإنسانية لحظي أو مؤقت؟ وإلى أي مدى يمكن أن تدفع المشاهد للتفاعل معها في أمور تدعم الحالات الإنسانية؟

برأي أن تأثير الصورة والمشاهد الإنسانية يكون دائما. هناك عدد من المشاهد الإنسانية مازالت حاضرة في ذهني. فالصورة المؤثرة تساعد على استفزاز مشاعر الناس وحثهم على التفاعل والتعاطف والتجاوب مع الأزمات خاصة لحالات طالت أمد معاناتها مثل اللاجئين والنازحين السوريين. فعند زياراتنا لهذه المخيمات وقفنا على كثير من الأسر التي لا تملك أبسط مقومات الحياة حتى المياه.

هناك صورة التقطتها لطفل تبدو عليه ملامح الفرح فعند سؤالنا له قال إنه استطاع بعد شهر كامل أن “يغسل وجهه وجسمه”.. وكذلك مشهد فرحة طفل آخر بحصوله على وجبة بسيطة.. أما تأثير الصورة المرتبطة بالأزمات والكوارث يكون فوريا وسريعا.


* الصور من حساب المصور تركي الشيب على انستغرام.

المقال منشور في العدد 26 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.