أطباق رمضان بين الأمس واليوم ؟!

د. حصة العوضي
2022-04-11

أفتقدُ رمضان القديم ببساطته وصفاء أيامه ولياليه ..رمضان أيام طفولتنا غير رمضان مع نمو المباني والمساكن المغلقة على ساكنيها.

نشأنا في بيئة يعرف بعضهم بعضا، الحي يعرف أسماء سكان الحي الآخر وبيوتهم واحدا واحدا..لذا كان الجميع أسرة واحدة فعلا..والطبق الرمضاني الواحد يدور بين أيدينا نحن الصغار من بيت لآخر.

لم تكن الأطباق فاخرة جدا كأطباق اليوم ..بل كانت بعض أنواع الحلوى البسيطة والتي كنا ننتظر أمهاتنا أن تفرغ من صبّها لنتسابق جميعا إلى القدر الساخن والفارغ فنلتهم ما تبقى على جوانبه وفي قاعه.

لا زلت أتذكر السيدة العجوز التي تسكن هي وزوجها ويمتلىء بيتها بالقطط، ورغم أني كنت أخاف من القطط فقد كنت أحمل لها الحلوى، وكانت العجوز تفرح بقدومنا وتطلب منا أن نتبعها لغرفتها الخاصة فوق، حيث تحتفظ بصندوقها الكبير المقفل..أتذكّر كم كانت تعاني من صعود الدرج، ثم في إخراج مفتاحها المعلّق بخيط في رقبتها وإدارته في ثقب الصندوق مع رجفة في يدها لتخرج الحلوى المخبأة ومنحنا إياها وكأنها مجوهرات.  

لم تعد بهجة الصغار تقاس بمقدار حبة حلوى أو شيكولاتة اليوم..إنه الزمن الذي لانعرف فيه حقا كيف نسعد الصغار وخصوصا في رمضان.

د. حصة العوضي
إعلامية وكاتبة أطفال
يعبر المقال عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر قطر الخيرية.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.