حين دخل الأطفال إلى المدرسة للمرة الأولى، كانت خطواتهم مترددة، وعيونهم حائرة. لكنهم وجدوا في المكان دفئًا لم يعرفوه من قبل، ووجوهًا مبتسمة تستقبلهم بحب، ومعلمين لا يلقنونهم الدروس فقط، بل يرممون ما تهشّم في دواخلهم.
جدول المحتويات
لقد كانت “مائدة” تخشى أن تنطق بكلمة أمام زميلاتها، ترتجف حين يُطلب منها القراءة، وتغرق عيناها في الدموع كلما حاولت التعبير.
لم تكن وحدها، فـ “مسعود” أيضًا كان يعاني من صعوبات في الاستيعاب، ودرجاته الدراسية كانت متدنية، بينما “حفصة” كانت تائهة بين كثافة المواد الدراسية وشعور داخلي بأن الحياة لا تحمل لها سوى الحزن.
هؤلاء الأطفال الأيتام، وغيرهم كثير، كانوا يعيشون في مدينة بيدوا جنوب غرب الصومال، حيث الحرب والجفاف تركا آثارًا قاسية على أرواحهم الصغيرة، وجعلا من التعليم حلمًا بعيدًا، ومن الأمل رفاهية لا تُتاح.
نموذج تعليمي يرمم الداخل قبل أن يُعلّم
شيء ما تغيّر حين فتحت مدرسة “عائشة بنت جاسم” المخصصة للأطفال الأيتام أبوابها. لم تكن مجرد مدرسة، بل كانت وعدًا جديدًا بالحياة. حين دخل الأطفال للمرة الأولى، كانت خطواتهم مترددة، وعيونهم حائرة.
لكنهم وجدوا في المكان دفئًا لم يعرفوه من قبل، ووجوهًا مبتسمة تستقبلهم بحب، ومعلمين لا يلقنونهم الدروس فقط، بل يرممون ما تهشّم في دواخلهم.
“مائدة” بدأت تقرأ بصوت منخفض، ثم ارتفع صوتها شيئًا فشيئًا، حتى أصبحت تشارك في الأنشطة اللاصفية، وابتسامتها لا تفارق وجهها.
و “مسعود”، الذي كان يعاني من ضعف أكاديمي، تلقى دروسًا إضافية ومتابعة فردية، وتحسنت نتائجه حتى أصبح قدوة لزملائه. أما “حفصة”، فقد استعادت إيمانها بنفسها، وارتفعت درجاتها، وأصبحت ترى في التعليم نافذة تطل منها على مستقبل مشرق.

ما الأثر الذي أحدثته مدرسة “عائشة بنت جاسم” في حياة الطلاب؟
- مائدة: بدأت تقرأ بصوت منخفض، ثم ارتفع صوتها شيئًا فشيئًا، حتى أصبحت تشارك في الأنشطة اللاصفية، وابتسامتها لا تفارق وجهها.
- مسعود: تلقى دروسًا إضافية ومتابعة فردية، وتحسنت نتائجه حتى أصبح قدوة لزملائه.
- حفصة: استعادت إيمانها بنفسها، وارتفعت درجاتها، وأصبحت ترى في التعليم نافذة تطل منها على مستقبل مشرق.
ما الذي يجعل هذا النموذج التعليمي مختلفًا؟
مدرسة “عائشة بنت جاسم”، التي أنشأتها قطر الخيرية وتواصل تسييرها بدعم من أهل الخير في قطر، تمثل نموذجًا متكاملًا يجمع بين التعليم والدعم النفسي والاجتماعي.
أبرز عناصر النموذج
- توفير الزي المدرسي والكتب مجانًا
- توفير حافلات لنقل الطلاب وتقليل الغياب
- تدريب الكادر التعليمي على التعامل مع الأطفال ذوي الخلفيات النفسية الصعبة
- دمج الدعم النفسي ضمن العملية التعليمية اليومية
هذا الدمج بين التعليم والرعاية النفسية خلق بيئة آمنة، جعلت الأطفال يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك من يؤمن بقدرتهم على التغيير والنمو.
أرقام تتحدث عن الأثر الحقيقي
هذه القصص لم تكن استثناءً، بل كانت انعكاسًا لروح المدرسة التي أنشأتها قطر الخيرية وتقوم بمواصلة تسييرها منذ عام 2021، بدعم من أهل الخير في قطر.
إذ من خلالها يتمّ الجمع بين التعليم والدعم النفسي والاجتماعي، وتوفير بيئة آمنة متكاملة، إضافة لتوفير الزي المدرسي والكتب مجانًا، والحافلات لنقل الطلاب، مما أسهم في تقليل غياب الطلاب وزيادة نسبة تمدرسهم.
كما استثمرت الجمعية في تدريب الكادر التعليمي، ليكون أكثر قدرة على التعامل مع الأطفال الذين يحملون ندوبًا نفسية عميقة.
بفضل دعم أهل الخير وجهود فريق قطر الخيرية، ارتفعت نسبة نجاح طلاب المدرسة إلى 97%، وتراجع عدد المتسربين منها من 58 إلى 13 طالبًا. كما ارتفع عدد الطالبات الملتحقات بالمدرسة من 76 إلى 119، في مؤشر واضح على تمكين الفتيات تعليمياً.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل شهادة على ثقة المجتمع المحلي وأسر الطلاب في المدرسة، وعلى الأثر العميق الذي أحدثته في حياة الأطفال الأيتام، حتى أصبحت مهوى لأفئدتهم، وواحة أمان لأرواحهم، وعنوانا لتميزهم.
ماذا حققت مدرسة عائشة بنت جاسم للأطفال في الصومال؟
تركت المدرسة التي أنشأتها قطر الخيرية أثراً واضح وموثق الأرقام، ويعكس نجاح النموذج في تحقيق أهدافه الإنسانية والتعليمية.
أبرز النتائج
- ارتفاع نسبة نجاح الطلاب إلى 97%
- انخفاض عدد المتسربين من 58 إلى 13 طالبًا
- زيادة عدد الطالبات من 76 إلى 119 طالبة
- تحسن ملحوظ في الحضور والمشاركة الصفية
هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل شهادة على ثقة المجتمع المحلي وأسر الطلاب في المدرسة، وعلى الأثر العميق الذي أحدثته في حياة الأطفال الأيتام.
لماذا يجب أن نستمر في دعم التعليم في الصومال؟
في بلد مثل الصومال، حيث الأزمات الإنسانية متكررة، والتعليم لا يزال بعيدًا عن متناول الكثيرين، فإن دعم المشاريع التعليمية لا يعني فقط بناء فصول دراسية، بل يعني بناء مستقبل.
أسباب استمرار الدعم
- التعليم أداة للنجاة والتمكين
- الأطفال الأيتام هم الفئة الأكثر هشاشة واحتياجًا
- الاستثمار في التعليم ينعكس على المجتمع بأكمله
- النموذج أثبت فعاليته ويمكن تكراره في مناطق أخرى
مدرسة “عائشة بنت جاسم” أثبتت أن التعليم يمكن أن يكون علاجًا، وملاذًا، وأداة للتمكين، خاصة للأطفال الذين فقدوا كل شيء.
كيف يمكنني المساهمة في هذا التغيير؟
قصص “مائدة” و”مسعود” و”حفصة” ليست استثناءً، بل نماذج حقيقية لأثر التعليم حين يُقدّم برحمة واحتراف.
بدعمك، يمكن لمدارس مثل “عائشة بنت جاسم” أن تستمر في أداء رسالتها، وتفتح أبواب الأمل أمام المزيد من الأطفال الذين ينتظرون فرصة ليعيشوا، ويتعلموا، ويحلموا.