“صوت الأطفال” .. إصدار يُناصر حقوق الأطفال بصوتهم

2025-10-16

تشكو المكتبة العربية المطبوعة والمسموعة والمرئية من نقص كبير في الأعمال الإبداعية التي تُعنى بالعمل الإنساني والتوعية بأهميته ومناصرة القضايا الإنسانية التي ترزح عدة مناطق في العالم تحت وطأتها.



غير أن الفجوة تكون تصبح أكبر عندما نتحدث عن الأعمال الموجهة للأطفال والناشئين في هذا المجال نظرا لقلة الاهتمام بها، وضعف إدراك دورها وأهميتها، وندرة الكتاب والمنتجين الذين يستطيعون لفت انتباه هذه الشريحة العمرية، من خلال مخرجات جذّابة ومؤثّرة.

لكن رغم ذلك فإنّ هناك محاولات واعدة هنا وهناك، وجهود صادقة لخدمة الأجيال الصاعدة تسهم في غرس قيم العمل الإنساني وتثري معلوماتهم في الجوانب التي تهتم بالقضايا الإنسانية المرتبطة بهم وبأقرانهم في العالم، خصوصا أن الأطفال هم أكثر الشرائح تأثرا من الحرمان والأوضاع الاستثنائية.  

غرس قيم وتوعية

من هذه المحاولات سلسلة ” اقرأ …تعلم.. ساعد” التي أصدرت قطر الخيرية مؤخرا الإصدار الرابع منها بعنوان “صوت الأطفال.. أناشيد مُغَنّاة من واقع المعاناة”

حيث تواصل السلسلة، عبر هذا الكتاب، جهودها في غرس كثير من القيم التي ترتبط بالعمل الإنساني لدى الأطفال والناشئة بطريقة جذّابة ومحببة، والتوعية بمعاناتهم المرتبطة بذلك بأوضاع الفقر والأزمات والكوارث وغيرها.

ولفت الأنظار إلى حقوقهم التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية، عبر أعمال أدبية إبداعية (قصص أو أناشيد) إضافة إلى أنشطة مصاحبة يتفاعلون معها سواء في بيوتهم أو مدارسهم، وبأفعال إيجابية عملية في توعية أقرانهم أو مد العون لهم.


"سلسلة الأطفال "اقرأ تعلّم ساعد"
إقرأ أيضاً: حول صدور العدد الأول من سلسلة الأطفال “اقرأ تعلّم ساعد” : ربيع بلا أشجار خضراء

أناشيد وترانيم

في الإصدارات الثلاثة الأولى للسلسلة كانت القصة هي العمل الإبداعي الرئيس في الكتاب، أما في هذا الإصدار فقد كانت الأناشيد مرتكز الكتاب لأنها توفّر لهم أيضاً فرصة التعلّم بشكل ممتع ومثير، كونهم يميلون فطريا للتنغيم والإيقاع، ولأن الأناشيد تعتبر من بواعث سرورهم وتجديد نشاطهم، وملء نفوسهم بالحماس، ورافعة لتنمية مهاراتهم اللغوية وقدراتهم على التواصل، وإيصال رسائلهم للعالم من حولهم.


فوائد استخدام الأناشيد في التوعية

  • تحفّز الحماس والطاقة الإيجابية.
  • تُنمّي المهارات اللغوية والتواصلية.
  • تُسهّل حفظ الرسائل الإنسانية.
  • تُعزز التفاعل الجماعي في المدارس والمنازل.

أناشيد الكتاب التي نظمها الشاعر حامد علاء الدين صيغت على لسان الأطفال الذي يعانون في ظروف استثنائية كاليُتم والنزوح واللجوء والحرمان من التعلم.

وجمعت بين الألم والأمل بأسلوب رقيق ومؤثر يصلح للإنشاد، تعرفوا من خلالها على حقوقهم، كالحق في الحياة، والحماية، وعدم التمييز، والتعليم، والصحة، والبيئة النظيفة، واللعب والترفيه، وغيرها، ورفعوا أصواتهم مطالبين العالم باحترامها والوفاء بها وحشد الدعم والمناصرة دفعا لأي انتهاكات قد يتعرضون لها، أو يتعرض لها أشقاؤهم وأقرانهم حول العالم، كواجب أخوي وإنساني.

أنشطة إثرائية وتفاعلية

الجزء الإثرائي والتفاعلي للكتاب تضمن مواد معرفية تناسب الأطفال مثل الأرقام الأممية التي تبرز انتهاكات حقوقهم عالميا (على شكل إنفوغرافيك)، والتعرّف ضمنها على اليوم العالمي للطفل وأهدافه في بطاقة مختصرة، وترك مساحة لهم من أجل كتابة رسالة من القلب دعما لأطفال قطاع غزة، وإبراز حقوقهم من خلال لوحات يقومون بتلوينها وكتابة إسم الحق الذي يعبر عنه الرسم وغيرها من الأنشطة.  

ولأن عددا من أناشيد الكتاب تم تلحينها في إطار حملات سابقة لقطر الخيرية وإنشادها من قبل منشدين محترفين، فإن من القيم المضافة للإصدار إتاحته الفرصة للأطفال لمشاهدة الفيديوهات الخاصة بها وترديدها والتفاعل من خلال مسح الرمز المخصص لها.

كل نشيد يُسلّط الضوء على حق معين، ويحث الأطفال على المطالبة به ومناصرة أقرانهم حول العالم.


ما الحقوق التي تناولها الإصدار؟

نُظمت أناشيد الكتاب على لسان أطفال يعيشون ظروفًا استثنائية مثل اليُتم، والنزوح، والحرمان من التعليم. وجاءت كلمات الشاعر حامد علاء الدين لتجمع بين الألم والأمل، وتُبرز الحقوق التالية:

  • الحق في الحياة والحماية.
  • الحق في التعليم والصحة.
  • الحق في اللعب والترفيه.
  • الحق في بيئة نظيفة.
  • الحق في عدم التمييز.

واختتم الكتاب بأنشودة الهمّة الجميلة التي فتحت للأطفال مساحة للإصرار والأمل لتجاوز المعاناة والتي من أجمل أبياتها:

وخذِ الإصرار سفينا *** وجّه طاقتك رياحا

وانصب أشرعة الأمل *** صرت اليوم الملاّحا

يقع الكتاب في 54 صفحة، ودُشن في معرض الدوحة الدولي للكتاب 2025 ، وهو موجه لأطفال المرحلة الابتدائية، وخصوصا للفئة العمرية من (9ـ 12 عاما).

مجلة غراس, العدد 30

المقال منشور في العدد 32 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق