تُعدّ الأضحية من أبرز الشعائر الإسلامية، حاملةً في طياتها معاني التضحية، الإيثار، والتكافل الاجتماعي. يقوم المسلمون القادرون بذبح الأضاحي من الأنعام خلال أيام عيد الأضحى المبارك، تقربًا إلى الله تعالى، وإحياءً لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام. ومن هذا المنطلق، يحرص المجتمع القطري على تعزيز روح التكافل والعمل الخيري في موسم العيد، من خلال تنفيذ مشاريع الأضاحي لتوصيل لحومها إلى ذوي الدخل المحدود داخل قطر والمحتاجين حول العالم، حيث تعلب مؤسسات خيرية وإنسانية مثل قطر الخيرية دورا بارزا في تسهيل هذه الشعيرة، بتوفير الأضاحي بأسعار ميسَّرة، مع الالتزام بالأحكام الشرعية وضوابط التوزيع لضمان العدالة والشمولية.
جدول المحتويات
يتناول هذا المقال أصناف الأضاحي، وشروطها، وأحكام توزيعها، وحكم التصدق بثمنها، وأفضلية اختيار النوع واليوم المناسب للذبح.
أضاحي قطر
يُنفَّذ مشروع الأضاحي سنويًا لتوفير لحومها للأسر ذات الدخل المحدود والعمال في قطر. يتيح المشروع للمتبرعين اختيار أنواع الأنعام (الغنم، والبقر، والإبل) وفقًا لقدراتهم المالية ورغباتهم، مع ضمان الجودة والالتزام بالضوابط الشرعية.
أسعار الأضاحي
تُقدّم جمعيات خيرية مثل قطر الخيرية الأضاحي بأسعار ميسَّرة تراعي المستوى المعيشي، مع إتاحة الاختيار بين حصة كاملة أو المشاركة مع ستة أشخاص. تحرص الجمعية على الشفافية عبر توضيح آليات التسعير على موقعها الإلكتروني وتطبيق الهاتف، إلى جانب توفير قنوات تبرع متعددة، مثل الفروع ونقاط التحصيل في المجمعات التجارية.
أجر وثواب الأضحية
الأضحية من أعظم القربات إلى الله، إذ تُحيي سنة إبراهيم عليه السلام، وتُطهر الذنوب، وتُسهم في إطعام الفقراء. روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم”. وعن زيد بن أرقم قال: سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟” قال: «سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام». قالوا: “فما لنا فيها؟” قال: «بكل شعرة حسنة». قالوا: “فالصوف؟” قال: «بكل شعرة من الصوف حسنة» (رواه أحمد وابن ماجه).
هل الأضحية واجبة أم مستحبة؟
اختلف الفقهاء في حكم الأضحية، فذهب بعضهم إلى وجوبها على كل مسلم بالغ، عاقل، حر، مقيم، قادر، وذهب جمهورهم إلى أنها سنة مؤكدة، وليست واجبة، ولكنهم أكدوا على أهميتها وفضلها العظيم. ولذا يُستحب للمسلم القادر ألا يتركها، لما فيها من تعظيم شعائر الله وبراءة الذمة.
شروط الأضحية
وللأضحية شروط شرعية، أهمها أن تكون من بهيمة الأنعام (الإبل، والبقر، والغنم)، وأن تبلغ السن المحددة شرعًا، وخالية من العيوب الكبيرة كالعمى، والمرض والعرج والهزال. ويجب أن يكون الحيوان ملكًا للمضحي، وأن يتم الذبح في الوقت الشرعي من بعد صلاة العيد حتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
أحكام توزيع الأضحية
يُستحب تقسيم لحم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء: ثلث للمضحي وأهله، وثلث هدية للأقارب والجيران، وثلث صدقة للفقراء والمحتاجين، مع جواز تقديم كامل أجزائه للفقراء وفق الضرورة أو التسهيل.
هل يجوز التصدق بثمن الأضحية؟
لا يقوم غير الأضحية مقامها؛ فمن الأفضل في حق المسلم أن يضحي بدل التصدق بثمنها، لأنه يمكن أن يجمع بين الأضحية والصدقة عن طريق التصدق من أضحيته، فيكون بذلك قد جمع بين الفضيلتين: الأضحية والصدقة.
أضحية العيد في الحج
يلزم الحاج المتمتع والقارن هدي؛ فإذا حج الإنسان متمتعاً أو قارناً وأهدى، وأراد أن يضحي- أيضاً- سواء في مكة، أو وكّل من يضحي عنه ببلاده فلا بأس بذلك، بل هو مأجور عليه إن شاء الله.
أفضل أضحية
أفضل الأضاحي هي أكملها صفة حسنة، وأغلاها ثمنًا، وأنفسها عند صاحبها، مع مراعاة القدرة والاستطاعة. يُفضل اختيار الحيوان السمين الحسن المظهر، لأنه أقرب إلى تحقيق مقاصد الشعيرة وزيادة البركة.
أفضل يوم لذبح الأضحية
أفضل الأيام لذبح الأضحية هو يوم عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة)، ويستحب التعجيل بعد الانتهاء من صلاة العيد، ويجوز التأخر إلى أيام التشريق (11 و12 و13 ذي الحجة).
أضاحي قطر الخيرية
تقوم قطر الخيرية بتنفيذ مشروع الأضاحي سنويًا، حيث توفر الأضاحي للمحتاجين في قطر والعديد من دول العالم، وذلك بهدف إحياء سنة الأضحية، وإدخال الفرحة على قلوب المسلمين في العيد، والتخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين. وتتميز أضاحي قطر الخيرية بالجودة، ومطابقتها للشروط الشرعية، وتنوعها لتناسب مختلف الأذواق والقدرات.
