مع قرب حلول عشر ذي الحجة.. لماذا نتقرّب إلى الله بالأضاحي؟

2025-05-12

ونحن نقترب من حلول أعظم الأيام (أيام العشر من ذي الحجة)، التي يتبارى المسلمون خلالها في التسابق في الخيرات، والقيام بأعظم الأعمال، فإنّ ذبح الأضاحي يعدّ في مقدمة هذه القربات، لأنها من شعائر الإسلام العظيمة التي تدلّ على إخلاص العبادة لله وحده، وامتثال أوامره ونواهيه. ونظرا لأهمية هذه الشعيرة في ديننا الإسلامي فإننا نقدّم نبذة عن جملة أمور وأحكام متصلة بها، حتى يؤدّيها المسلم على أكمل وجه.



أهمية الأضحية في الإسلام

وردت أحاديث صحيحة في فضل الأضحية ومنها ما رواه الترمذي وصححه الألباني، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما عمل آدمي من عمل يوم النّحر أحبُّ إلى الله من إهراق الدّم، إنّها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وأنّ الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسا”.

وهي سنّة المسلمين، ولا يزالون يفعلونها ويعتنون بالقيام بها، فقد روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: “من ذبح بعد الصلاة فقد تمّ نسكه وأصاب سنة المسلمين”.

على من تجب الأضحية

جمهور أهل العلم يرونها سنة مؤكدة، وقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال “من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين”، وبعض أهل العلم يرونها واجبة.

ولا تجب الأضحية إلا بالنذر أو بالتعيين، مثل من اشترى شاة أو بدنة – مثلاً – من أجل أن يضحي بها، أو نواها للأضحية إن كانت موجودة عنده، أو أوصى بها الميت فتجب من ثلث ماله.

أيام ذبح الأضحية

الراجح من أقوال أهل العلم أن وقت ذبح الأضحية يبدأ من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، لما رواه أحمد والدارقطني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كلّ أيام التشريق ذبح.”

فتكون أيام الذبح أربعة: يوم العيد بعد الصلاة، وثلاثة أيام بعده وهي أيام التشريق، فمن ذبح قبل الصلاة، أو بعد غروب الشمس يوم الثالث عشر لم تصحّ أضحيته.



العيوب التي لا تجوز بها الأضحية  

ورد في السنة عدُّ أربعةِ عيوب لا يحصل معها الإجزاء في الأضحية، وهي: ما استبان فيها العور أو العرج أو المرض أو الهزال، ويلحق بها ما في معناها، مما يساويها أو يكون أوضح منها في الشين، فقد روى الترمذي عن البراء بن عازب قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “أربع لا تجوز في الأضاحي – وفي رواية: لا تجزئ – العوراء البين عَورُها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظَلَعُها، والكسيرة التي لا تُنْقِي” أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

أفضل ما يضحّى به

روى أبو داود بإسناد صحيح عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الأضحية الكبش الأقرن”، والأقرن: ما له قرنان حسنان أو معتدلان، قال الطيبي: ولعلّ فضيلة الكبش الأقرن على غيره لعظم جثته وسمنه في الغالب، ولكن هذا الفضل والله أعلم يوجه إلى التفضيل بين الكبش وما يماثله، فلا يكون الكبش أفضل من البدنة أو البقرة؛ فجمهور الفقهاء فضّلوا الأضحية بالبدنة على غيرها، لأنها تجزئ عن سبعة، ولأنها أكثر لحما، وبالجملة فكلما كانت الأضحية أكثر لحما كانت أعظم فضلا وأكثر أجرا.

توكيل الجمعيات الخيرية

الأفضل للمضحّي أن يتولى ذبح أضحيته بنفسه، وأن يأكل منها، وأن يتصدق، اقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم وسنته، ويجوز توكيل الجمعيات الخيرية وغيرها في شراء الأضحية وذبحها وتوزيعها.

تقسيم وتوزيع لحم الأضحية (الأثلاث الثلاثة)

يستحب للمضحّي أن يأكل من أضحيته، ويهدي، ويتصّدق، والأمر في ذلك واسع من حيث المقدار، لكن المختار عند أهل العلم أن يأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً، ويتصدق بثلث.

المصدر: موقع إسلام ويب (بتصرف).

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق