ما الفرق بين الزكاة والصدقة؟ الأسئلة الشائعة وإجاباتها

2025-11-16

في كل مرة نسمع فيها عن الصدقة وصنوفها بين واجبة وتطوعية، يتبادر إلى أذهاننا سؤال جوهري: هل ما نقدمه يُعد زكاة أم صدقة؟ وبينما يظن البعض أن المصطلحين متشابهان، إلا أن بينهما فروقًا جوهرية تؤثر على نية العطاء، وأثره، وأحكامه الشرعية. في هذا المقال، نجيب عن أبرز الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين حول الزكاة والصدقة، مستندين إلى فتاوى موثوقة.

ما الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث التعريف والحكم؟

الزكاة فريضة واجبة على كل مسلم يملك النصاب الشرعي، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة، لا تسقط إلا بعذر شرعي. أما الصدقة فهي تطوع واختيار، يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها.
فالزكاة تُخرج في أوقات محددة وبشروط معينة، وتُصرف في مصارف محددة شرعًا، بينما الصدقة يمكن إخراجها في أي وقت، ولأي محتاج، دون قيود صارمة.

هل يجوز إعطاء الزكاة والصدقة لنفس الأشخاص؟

لا مانع من إعطاء الشخص من إعطائه الزكاة إن كان من مصارفها. أما الصدقة، فلها نطاق أوسع، ويمكن تقديمها لأي محتاج، أو حتى كهدية أو إحسان.

ما هي أنواع الصدقة؟ وهل كلها تطوعية؟

الصدقة نوعان:
-الصدقة الواجبة: وتشمل زكاة الفطر، والنذور، والكفارات. وهذه لا تقل أهمية عن زكاة المال، ويجب إخراجها في وقتها المحدد.
-الصدقة التطوعية: وهي ما يقدمه المسلم طوعًا دون إلزام، وتشمل التبرعات العامة، كإطعام الطعام، أو بناء المساجد، أو دعم التعليم والإغاثة.

ما هي مصارف الزكاة الثمانية؟ ولماذا لا تشمل كل الفئات؟

حدد القرآن الكريم مصارف الزكاة في قوله تعالى:
“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ” [التوبة: 60].
هذا التحديد يُظهر أن الزكاة ليست مالًا عامًا يُصرف كيفما اتُفق، بل لها إطار شرعي دقيق. أما الصدقة، فهي أكثر مرونة، ويمكن أن تُوجه لدعم مشاريع تنموية، أو تعليمية، أو صحية، كما تفعل مؤسسات مثل قطر الخيرية والهلال الأحمر واليونيسف في برامجها المتنوعة.

هل يجوز دفع الزكاة لمشاريع عامة مثل بناء المدارس أو المستشفيات؟

لا تُصرف الزكاة المفروضة إلا في مصارفها الثمانية التي حددها الله تعالى في سورة التوبة، ومنها الفقراء والمساكين والعاملون عليها، ولا تشمل المشاريع العامة كالمراكز الصحية أو شراء الأدوية. هذه المشاريع يُستحب دعمها من خلال الصدقات التطوعية أو الأوقاف، لا من أموال الزكاة، وهذا هو قول جمهور العلماء.
مع ذلك، أجاز بعض أهل العلم صرف الزكاة في مثل هذه المشاريع عند الضرورة القصوى، كأن لا تتوفر جهة أخرى تسد حاجة الفقراء في العلاج، فيُصار إلى هذا القول رفعًا للحرج وتحقيقًا للمصلحة، استنادًا إلى قاعدة “المشقة تجلب التيسير”.

هل هناك فرق في الأجر بين الزكاة والصدقة؟

الزكاة أجرها عظيم لأنها فريضة، والصدقة أجرها عظيم لأنها دليل على صدق الإيمان. وقد ورد في الحديث: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” [رواه الترمذي]. كما أن الصدقة الجارية تظل تدرّ الأجر حتى بعد الوفاة، مثل بناء مسجد أو حفر بئر.

هل يمكنني إعطاء الزكاة أو الصدقة لأقاربي؟

نعم، بشرط أن يكونوا من المستحقين (ما لم يكونوا من الأصول والفروع لأن هؤلاء نفقتهم واجبة عند حاجتهم). بل إن إعطاء الزكاة للأقارب المحتاجين فيه أجران: أجر الصدقة وأجر صلة الرحم. أما الصدقة، فيمكن تقديمها حتى للأقارب غير المحتاجين كنوع من البر والإحسان.

كيف أُخرج زكاتي بطريقة صحيحة؟

– احسب النصاب (ما يعادل 85 غرامًا من الذهب تقريبًا).
– تأكد من مرور الحول (سنة هجرية كاملة).
– احسب 2.5% من المال الزائد عن حاجتك.
– اختر جهة موثوقة لتوزيع الزكاة، مثل قطر الخيرية، التي تقدم خدمات احترافية في إيصال الزكاة لمستحقيها في الداخل والخارج.

هل هناك وقت مفضل لإخراج الزكاة أو الصدقة؟

الزكاة تُخرج بعد مرور الحول، لكن يُستحب تعجيلها في أوقات الحاجة، مثل رمضان أو الكوارث. أما الصدقة، فبابها مفتوح في كل وقت، وكلما أسرعت بها، زاد أثرها وأجرك.



ساهم في نشر الخير، وكن سببًا في تغيير حياة إنسان

الزكاة والصدقة ليستا مجرد أموال تُدفع، بل هما رسالة إنسانية، وجسر يصل بين القلوب. ومع وجود مؤسسات موثوقة مثل قطر الخيرية، أصبح بإمكانك أن تضمن وصول عطائك إلى من يستحقه، في السودان، وغزة، اليمن، وغيرها من المناطق التي تحتاج إلى دعمك.

ابدأ الآن. خصص جزءًا من مالك للزكاة أو الصدقة، وضاعف الأجر، وكن شريكًا في صناعة الأثر.

المصدر: موقع إسلام ويب (بتصرف).

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق