أهل الكرم والعطاء: 6 أسباب تدفعك لتكون منهم

2020-05-10

ونحن في شهر رمضان، يضاعف المسلم من البذل وعمل الخير لمساعدة الآخرين. فلا يرد سائلاً قط ويُعطي عطاء من لا يخشى الفقر. وهو يرجو الأجر والثواب من عند الله. وهكذا كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثلما جاء في الحديث: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس. وكان أجود ما يكون في رمضان. فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة” [صحيح البخاري]. وفي مقالنا سنذكر 6 أسباب ستشجعك على الالتحاق بمنزلة أهل الكرم والعطاء.




1* الاقتداء بأجود الناس (عليه الصلاة والسلام)

لقد ربِّى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه ـ بقوله وفعله ـ على العطاء والإيثار. فكان الجود والعطاء والإيثار يشكل جزء يسيراً من صفاته وأخلاقه العظيمة، عليه الصلاة والسلام. فكان يعطي عطاء مَن لا يحسب حساباً للفقر ولا يخشاه. فربى أصحابه على ذلك بقوله وفعله. فكانت حياته عليه الصلاة والسلام مثالاً عملياً عن الكرم والعطاء.

فعن أنسٍ ـ رضي الله عنه ـ قال: (ما سُئِلَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الإِسلام شيئاً إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة (الفقر) (رواه مسلم).

فكان لأصحابه القدوة الحسنة بعطاءاته الفعليَّة، مطـبِّــقًا للصُّورة القوليَّة التي قالها. فليس هناك وصف أبلغ من الوصف الذي ذكره الله تعالى في الآية الكريمة: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم الآية: 4).

2* العطاء: عبادة أجرها عظيم

حثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقتدي به وأن يتصدق كلٍ من سعته. وأوصى أمته بالإنفاق وذم البخل والشح. فقال: “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا” (رواه البخاري).

3* العطاء المعنوي … صفة أهل الكرم والعطاء

يقد يعتقد أن العطاء مادي فقط. لكن الصواب أنه يمكن أن يكون معنوياً كذلك. بل وله الأثر الكبير في نفس المعطي والمُعطى له.

فإن أعطيت من وقتك فأنت تمنح جزءا من عمرك؛ ببر والدين أو زيارة مريض أو عمل خيري أو غير ذلك من فضائل الأعمال. والله سيضاعف لك العطاء ويظلك في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله؛ سبحانه. يقول تعالى: (وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (سورة المزمل: 20).

4* العطاء شيمة أهل الفضل

إن الكرم مرتبط بالإيمان. والإنسان الكريم لن تجده إلا شديد التوكل قوي اليقين. وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بقوله: (المؤمن غرّ كريم، والفاجر خبّ لئيم) [صحيح سنن الترمذي].

لذلك كانت أعظم صور اليقين، ليس في أوقات الراحة والرخاء، بل وقت الفقر أو عندما يحل الخوف والقلق من زوال المال. لذلك أكرمت العرب حاتماً الطائي بأن ضربت به المثل في الجود والكرم رغم فقره.

وقد ورد أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنه ليس لي من شيء إلا ما أدخل علي الزبير أفأعطي؟” قال: “نعم، لا توكي فيوكى عليك” [صحيح سنن الترمذي]. أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار عليها بالعطاء وبعدم الإحصاء ليبارك في لها الرزق.

5* للشيطان نصيب من الشح والبخل

شرع لنا الإسلام الاستعاذة بالله من هذه صفات بغيضة. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ دبر كل صلاة: (اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن…) [صحيح سنن النسائي].

ومن المفسرين من قال أن السر في تلاحق وصف البخل والجبن. فمن عز عليه أن ينفق ماله على الخير فبخل مثل من عزت عليه روحه أن يبذلها في سبيل الله فيجبن.

والناس بطبعها لا تحب الشحيح البخيل. فإذا غابت المحبة لم تنفتح القلوب للاستجابة والاستقبال.

وقد عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الموبقات فذكر منها: “الشرك بالله، والشح..” [صحيح سنن النسائي].

6* دراسة علمية: الكرم يجلب السعادة

قالت دراسة علمية صدرت سنة 2017، أن الناس يميلون لأن يكونوا من أهل الكرم والسخاء والعطاء لأن ذلك يشعرهم بالسعادة، بالرغم من تكلفته المادية.

فوفق فريق من الباحثين بجامعة زيورخ السويسرية، هناك وصلة عصبية بين مناطق الدماغ التي يجري تفعيلها عندما يمارس أحد الأفراد سلوك الكرم. وتلك المنطقة المسؤولة عن الشعور بالسعادة.

فقد كشفت الدراسة العلمية المنشورة في دورية “نيتشر كومينوكيشين”، إلى أن فريقاً من الباحثين الألمان توصلوا إلى التعرف عن وصلة عصبية بين مناطق الدماغ يجري تفعيلها عندما يمارس أحد الأفراد سلوك الكرم، ومنطقة الدماغ المسؤولة عن الشعور بالسعادة.

وقد قام البحث على تحليل نشاط الدماغ لدى 50 مشاركًا قاموا بأداء مهمة إنفاق المال. إذ أُبلِغوا بأنهم سيحصلون مبلغ من المال سينفقونه لمدة أربعة أسابيع.

حيث طلب الباحثون من نصف المشاركين بأن ينفقوا المبلغ على أنفسهم ويكتبوا ذلك (مثلا شراء وجبة). في حين طلبوا من النصف الآخر من المشاركين بأن ينفقوا المبلغ على شخص آخر ويكتبوا كيفية إنفاقها (مثلا: دعوة صديق إلى العشاء).

ووجد الباحثون أن المشاركين الذين التزموا بإنفاق أموالهم على الآخرين كان لديهم المزيد من النشاط في منطقة معينة من الدماغ مرتبطة بالشعور الشخصي بالسعادة.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق