حسين أبوبكر .. من حارس إلى مشرف تربوي

2022-02-09

 حسين أبوبكر حسين من ضواحي مدينة طوسمريب عاصمة إقليم جلجدود الصومالي. التحق في سنه الباكر بكتّاب تحفيظ القرآن الكريم في فترة المساء بينما كان يرعي مواشي الأسرة في فترة الصباح، وهذه عادة أهل تلك المناطق حتى يتسنى الاستفادة من طاقة الطفل في التعليم والرعي أو الزراعة في آن واحد.

لم يحالف حسين الحظ لإكمال حفظ القرآن حيث سقطت الحكومة المركزية واضطربت الأوضاع بعد دخول البلاد في حرب أهلية مطلع عام 1991. وقد أدى ذلك إلى موجات نزوح جماعي، وكانت أسرة حسين من ضمن النازحين إلى العاصمة مقديشو.

بدأت أسرة حسين رحلة البحث عن مقومات الحياة في هذا المجتمع الجديد ، من تعليم وصحة واستقرار. لكن البلاد كانت تضربها الفوضى العارمة وليس هناك أي مظهر لها في المؤسسات وانفرط عقد التعليم.

لم ينعم أطفال الصومال بتعليم نظامي طيلة ثلاثة عقود كاملة. وقد انخرط بعضهم في جبهات القتال والبعض هجر الوطن. لكن حسين شق طريقا آخر لبناء مستقبله وسط هذا الصراع. حيث قررت أسرة حسين إلحاق أبنائها بمركز تحفيظ للقرآن الكريم بالقرب من منزلها. وأقبل حسين بشغف على حفظ القرآن الكريم حيث تمكن من إكمال ما تبقى له من حفظ القرآن الكريم.

تدهور وضع أسرة حسين المعيشي دفعه للدخول إلى السوق لتلبية احتياجاتها. وفي تلك الفترة تزوج حسين مما ضاعف مسؤولياته فأصبح حارسا لإحدى المؤسسات التعليمية للتغلب على هذه الأعباء.

مواصلة التعليم كانت سبباً في تغيير حياة حسين أبوبكر إلى الأفضل

في عام 2008م انضم حسين إلى مكتب قطر الخيرية قسم الحراسة والأمن. وبدأ في بناء قدراته العلمية والتعليمية فالتحق بدورات تأهيلية مكثفة لينضم إلى المدارس النظامية. وقد كان له ما أراد حيث تخرج من  الثانوية العامة عام 2014م بتقدير امتياز .

ويقول حسين: واجهتني كثير من التحديات خلال مرحلتي الإعدادية والثانوية. ففي بعض الأوقات كان يحدث تضارب بين جدول العمل والتعليم، ولكن زملائي في العمل ظلوا يتحملون معي الكثير من أعباء الحراسة، حتى أتمكن من المذاكرة أو الذهاب إلى المدرسة. وأنا بدوري كنت أعوضهم في الإجازات السنوية للمدارس.

وبعد إعلان نتيجة المرحلة الثانوية، وإحراز حسين تقدير الأمتياز، قرر مكتب قطر الخيرية في الصومال إعطاء منحة كاملة له. وقد سجل اسمه بجامعة مقديشو كلية الشريعة والقانون فواصل جهده بين التزام مهنته واتقان تعليمه وإيفاء تربية أسرته وتوفير حاجاتهم .

تخرج حسين عام 2018م  من الجامعة  بتقدير جيد وفور تخرجه من الجامعة، وانطلاقا من انجازاته التعلمية تم ترشيحه للمقر الرئيسي لوظيفة مشرف كفالات حيث يشرف الآن على  500 مكفول. ومضت رحلة نجاحاته تزداد كل يوم خطوة بعزيمته وإصراره على النجاح .


المقال منشور في العدد 26 من مجلة غراس
يمكنك تحميل نسختك أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مجلة غراس - العدد 26

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.