كيف تختار صدقة عظيمة الأثر؟

2025-10-05

من رحمة الله بنا أن جعل أبواب الصدقة كثيرة، وطرق البذل متنوعة. وقد قال تعالى: (وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ). {البقرة:272}. ومن حسن تصرف المتصدق أن يبحث عن أفضل مصارف الصدقة وأنواعها، ليدفعها إلى من يستحقها.



ما هي أعظم مصارف الصدقات؟

تكون الصدقة فيما يحقق مصالح المسلمين العامة، كبناء المساجد حيثما كانت هناك حاجة لذلك. وأن يكون المتصدق عليه أشد حاجة وفقراً. وعلى المتصدق أن يتحرى الخير جهده حتى يوفقه الله إليه. لأن من استعان بالله أعانه.

وقد ذكر أبو حامد في الإحياء ست صفات للمتصدق عليه حتى تكون الصدقة بها أعظم أجراً وأكبر مثوبة:

1. أن يكون تقيًا معرضًا عن الدنيا

يستعين بالصدقة على طاعة الله، كما ورد في الحديث: “لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي” (رواه أبو داود والترمذي).

    2. أن يكون من أهل العلم

    تعينه الصدقة على التفرغ للعلم، كما كان يفعل ابن المبارك، الذي قال: “إذا اشتغل قلب أحدهم بحاجته لم يتفرغ للعلم”.

    3. أن يكون صادقًا في توحيده وتقواه

    يرى النعمة من الله، ويحمده عليها دون الالتفات إلى الوسيط، وهو من أشكر الناس لله.

    4. أن يكون مستترًا بحاجته

    لا يكثر الشكوى، ويعيش بجلباب التجمل، كما وصفهم الله تعالى:
    “يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ…” (البقرة: 273).

    5. أن يكون محبوسًا بسبب مرض أو عجز

    كما في قوله تعالى:
    “لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ…” (البقرة: 273)،
    وكان النبي ﷺ يعطي الآهل حظين من الفيء، والعزب حظًا واحدًا.

    6. أن يكون من الأقارب وذوي الأرحام

    فتكون صدقة وصلة رحم، كما في الحديث:
    “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة” (رواه الترمذي).



    أفضل الصدقات الصدقة الجارية

    تعتبر الصدقة الجارية والمساهمة فيها من أفضل الصدقات، لأنها مستمرة ونفعها وأجرها لا ينقطعان بعد موت صاحبها ما دام نفعها مستمراً. مثل بناء البيوت للأسر الفقيرة والأرامل، وحفر الآبار ومد أنابيب المياه، وبناء المساجد، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وبناء المدارس، والمستشفيات.

    فكل ذلك وغيره يصل المرء نفعه وثوابه ويكفر عنه سيئاته حياً كان أم ميتا.


    لماذا تُعد الصدقة الجارية من أفضل أنواع الصدقات؟

    الصدقة الجارية هي باب دائم للخير، لا ينقطع أجره حتى بعد وفاة صاحبه، ما دام نفعها مستمرًا. ومن أبرز صورها:

    • إنشاء المدارس والمستشفيات.
    • بناء البيوت للأسر الفقيرة والأرامل.
    • حفر الآبار ومد أنابيب المياه.
    • بناء المساجد ومراكز تحفيظ القرآن.

    وقد فسّر العلماء الصدقة الجارية بالوقف بأنواعه. وقد ذكر السندي شارح جامع الترمذي عند شرح حديث: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له). قال: صدقة جارية هي الوقف وشبهه مما يدوم نفعه.



    ما هي أفضل الصدقات عن الميت؟

    أفضل صدقة عن الميت هي: توفير الماء لمن يحتاج إليه. فهي صدقة جارية، كتسبيل منفعته بحفر بئر، أو إجراء نهر.  فقد روى الإمام أحمد وغيره عن سعد بن عبادة- رضي الله عنه- قال:
    قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء. حسنه الألباني.

    ساهم في نشر الخير، وكن سببًا في استمرار الأجر لك أو لمن تحب.


    المصدر: موقع إسلام ويب (بتصرف).

    مواضيع ذات صلة

    تعليقات

    اترك أول تعليق