منذ أن عصفت رياح النزاع المتواصل في اليمن قبل نحو تسعة أعوام، تدهور الوضع الصحي بشكل مريع، وكان مرضى الفشل الكلوي من بين الفئات الأكثر تضررًا. فمع قطع الطرقات وتوقف العديد من مراكز الغسيل الكلوي، بات بقاؤهم على قيد الحياة مرهونًا بقدرتهم على الوصول إلى المراكز القليلة المتبقية، وهو ما يتطلب عادة جلستين أسبوعيًا.
جدول المحتويات
لماذا يُعد الوصول إلى مراكز الغسيل الكلوي تحديًا وجوديًا؟
وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة وتفاقم الظروف المعيشية للسكان عموما والمرضى خصوصا، وجد الكثير من المصابين بالفشل الكلوي أنفسهم عاجزين عن تحمل مشقة وتكاليف الوصول إلى مراكز الغسيل، خاصة في المناطق الريفية والنائية، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل خطير وتهديد حياتهم.
وحسب تقديرات منظمات دولية فإن هناك أكثر من 4400 مريض يعانون من الفشل الكلوي في اليمن، وبسبب هذه الأوضاع يتعرض 25% من مرضى غسيل الكلى للموت كل عام منذ عام 2015، وهو ما تطلب تدخل الجهات الإنسانية والخيرية للتخفيف من معاناتهم والإسهام في إنقاذ حياتهم.

ماذا قدمت المبادرة؟
في هذا الإطار بادرت قطر الخيرية بالتعاون مع شريكها برنامج التنمية الإنسانية (منظمة إنسانية يمنية) باستجابة سريعة وفعالة لتوسيع ودعم مركز غسيل الكلى في مستشفى خليفة العام بمدينة التربة، جنوبي تعز، وقد كان لهذا الافتتاح أثر بالغ في التخفيف من آلام ومعاناة العديد من المرضى الذين يستقبلهم المركز من مختلف مناطق محافظتي تعز ولحج. بعد أن كانوا في السابق يتكبّدون مشقة السفر إلى مراكز المحافظات المجاورة.
كيف ساهمت مبادرة قطر الخيرية في إنقاذ الأرواح؟
- إنشاء مبنى جديد مزود بالمرافق والمعدات الحديثة.
- توفير سيارة إسعاف مجهزة لنقل المرضى من المناطق الوعرة.
- تدريب الكادر الطبي لتعزيز جودة الخدمة.
- تشغيل المركز على فترتين صباحية ومسائية، ليستقبل نحو 65 مريضًا شهريًا.
وقد تضمنت هذه المبادرة الإنسانية إعادة تأهيل وتوسعة شاملة للمركز وتشغيله، شملت إنشاء مبنى جديد مزود بكافة المرافق والمعدات الحديثة، بالإضافة إلى توفير سيارة إسعاف مجهزة لنقل المرضى القادمين من المناطق الريفية الوعرة والبعيدة، وتعزيز قدرات الكادر الطبي لتقديم خدمات ذات جودة عالية.
شهادات مؤثرة من المرضى
وقد ترك افتتاح توسعة المركز وإعادة تأهيله أثرا بالغا في نفوس المستفيدين من مرضى الكلى واعتبروه بمثابة طوق نجاة يمنح الأمل بحياة أفضل، مشيرين بصورة مؤثرة إلى معاناتهم السابقة. فقد روت “دولة أحمد”، معاناتها قبل هذا التدخل قائلة: “كنت أتنقل عبر الجبال من مدينة لأخرى للوصول إلى قسم الغسيل الكلوي لعمل الجلسات، بالإضافة إلى معاناتي من الفشل الكلوي ومرض السكري وبتر قدمي بسبب الغرغرينا.، أما اليوم، وبفضل جهود أهل الخير في قطر، فقد خفف تدخلهم الكثير بعد تجهيز قسم الغسيل الكلوي هنا في مدينة التربة.”
أما عبد اللطيف، وهو مريض آخر، فقد كان يقضي ساعات طويلة في رحلة شاقة من قريته النائية في منطقة الأخمور بتعز للوصول إلى مركز المحافظة لإجراء جلسة الغسيل مرتين أسبوعيا، مضيفا أن “الوضع كان يزيد من معاناتي ومعاناة أسرتي التي كانت تعجز في كثير من الأحيان عن توفير أجرة التنقل. لكن عندما تم توسعة مركز خليفة، وفر علينا الجهد والمال وعناء السفر”.

حلول مستدامة
وفي الوسط الصحي لقي هذا التدخل ترحيبا واسعا، حيث أعرب الدكتور صديق نجيب، مدير مركز خليفة لغسيل الكلى، عن شكره وتقديره لقطر الخيرية وبرنامج التنمية الإنسانية ولأصحاب الأيادي البيضاء على رعايتهم الكريمة للمركز وتشغيله، مشيرا إلى أن المركز أصبح يستقبل حاليًا ما يقارب 65 مريضًا شهريا على فترتين صباحية ومسائية.
بالمجمل فإن هذه التدخل يندرج في إطار توفير حلول مستدامة تضمن استمرار المركز في تقديم الرعاية الصحية الضرورية، في بلد يعاني من تدهور في خدماته الصحية وتفاقم الأوضاع المعيشية لسكانه.