فرقان: رحلة أمل تبدأ مع كتاب الله

2025-09-29

في بيتٍ بسيطٍ على أطراف مدينة أكرا، جلست أمٌّ تُمسك بمصحف صغير، تراقب ابنها وهو يتهجّى أولى آيات سورة الفاتحة. لم يكن في البيت كهرباء، ولا في الحي مدرسة قريبة، لكن نورًا من نوعٍ آخر كان بدأ حين وصل برنامج “فرقان” من قطر الخيرية إلى هذا الحي المنسي.



في تلك اللحظة، لم يكن الطفل يتعلم الحروف فحسب، بل كان يخطو أولى خطواته نحو حياة مختلفة، حياة تُبنى على القيم، وعلى فهم كلام الله، وعلى الإيمان بأن العلم هو بابٌ للكرامة والنجاة.

هكذا تبدأ رحلة “فرقان”، من صدق النية، لتصل إلى آلاف الأطفال والنساء والرجال في المجتمعات الهشة، لتمنحهم فرصة جديدة للتعلّم، والحفظ، والعيش بروح القرآن.



تعليم يلامس الروح قبل العقل

ينفذ برنامج فرقان ضمن مبادرة “رفقاء”، ويستهدف المجتمعات التي تفتقر إلى أبسط مقومات التعليم الديني.

لا يقتصر البرنامج على تعليم الحروف أو قواعد التلاوة، بل يتجاوز ذلك ليغرس القيم، ويوقظ الطاقات الكامنة، ويعيد للإنسان كرامته من خلال العلم.

يشرف على البرنامج نخبة من المتخصصين المجازين، ويُقدَّم عبر مناهج مبسطة، مصممة بعناية لتناسب احتياجات الفئات المستهدفة، سواء كانوا أطفالًا، نساءً، أو رجالًا. وتُنفذ هذه المناهج ضمن خطة مرنة قابلة للتطوير، لضمان الاستدامة والتكيف مع التحديات المحلية.


من أكرا إلى بنغلادش: أثر يتجاوز الحدود

بدأت أولى خطوات البرنامج في مدينة أكرا، عاصمة غانا، بمشاركة 60 طالبًا وطالبة. هناك، لم يكن التعليم متاحًا للجميع، لكن فرقان غيّر المعادلة.

ثم انتقل البرنامج إلى بنغلادش، حيث احتشد أكثر من 600 مكفول في احتفال مهيب تحت عنوان “رحلة نحو نور القرآن”. في هذا الحدث، لم يكن الحضور مجرد متلقين، بل كانوا شركاء في رحلة التغيير، يتعلمون التلاوة والحفظ والفهم، في أجواء تفاعلية تجمع بين التعليم والفرح.



شهادات من قلب الميدان

في بنغلادش، قالت إحدى الأمهات:
“لم يكن ابني يعرف كيف يقرأ، واليوم يحفظ سورًا من القرآن، ويعلّم أخته الصغيرة. فرقان غيّر حياتنا.”

وفي غانا، عبّر أحد المعلمين الجدد عن امتنانه:
“كنت أبحث عن فرصة لأخدم مجتمعي، ووجدتها في فرقان. الآن، أعلّم الأطفال، وأشعر أنني أساهم في بناء مستقبلهم.”

هذه الشهادات ليست مجرد كلمات، بل هي دليل حي على أثر البرنامج، وعلى قدرة التعليم القرآني على تغيير الواقع.

قطر الخيرية: شراكة في بناء الإنسان

من خلال برنامج فرقان، تواصل قطر الخيرية ترجمة رسالتها الإنسانية إلى واقع ملموس، حيث لا يقتصر دورها على تقديم الدعم، بل يمتد إلى بناء الإنسان، وتعزيز قدرته على التغيير، خاصة في البيئات التي تعاني من ضعف البنية التعليمية والدينية.



كيف تساهم مبادرة فرقان في رحلة بناء الإنسان؟

برنامج فرقان لا يزال بحاجة إلى دعم أهل الخير، ليستمر في الوصول إلى المزيد من المجتمعات، ويمنح المزيد من الأطفال فرصة لحياة أفضل.
بإمكانك أن تكون جزءًا من هذه الرحلة، من خلال:

  • التبرع لدعم تعليم القرآن الكريم
  • نشر الرسالة عبر منصات التواصل
  • التطوع في البرامج التعليمية
  • دعم المجازين والمعلمين المحليين

ساهم اليوم في بناء مستقبل طفل، وامنح نور القرآن فرصة ليضيء قلبًا جديدًا.

مجلة غراس, العدد 30

المقال منشور في العدد 32 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق