رغم كورونا: طبيب يواصل أداء مهامه الإنسانية عن بعد

2020-10-28

في الوقت الذي غادر فيه الجميع مقار عملهم ليحتموا ببيوتهم علها تقيهم شر فيروس كورونا الذي انتشر كالنار في الهشيم في جميع أنحاء العالم. اختارت فئات أخرى كالأطباء والمتطوعين والعاملين في المجال الإنساني تقديم المساعدات للمتأثرين من هذا الوباء. مع ما في ذلك من مخاطر رغم الإجراءات الاحترازية المتّبعة. مثال ذلك الدكتور مصطفى حاج عمر، الذي رغم الإصابة بكورونا، لم يمنعه ذلك من أداء واجبه الإنساني على أكمل وجه.


الدكتور مصطفى حاج عمر أحد هؤلاء الأبطال الذين أصيبوا بالفيروس جراء مواصلة عملهم في سبيل تقديم خدمة إنسانية لأشخاص في وضع استثنائي. وتحديدا على الحدود السورية التركية.

لم يكتف الدكتور مصطفى بتقديم العلاج فقط للمصابين بل جمع بين الطب والعمل الإنساني مع قطر الخيرية. فهو مسؤول الصحة في بمكتب قطر الخيرية في مدينة غازي عنتاب بتركيا.

شعور بالمسؤولية ورسالة إنسانية نبيلة لم تثن هذا العامل الإنساني البطل وغيره من الأبطال عن مواصلة العمل الإنساني رغم الإصابة والمخاطر.

خطر الإصابة بكورونا: نموذج لتضحيات الفرق الميدانية لقطر الخيرية

ومع انتشار رقعة التعرض للفيروس في تركيا حينها قررت خلية الأزمة تحويل العمل من المكتب الى المنزل عن بعد. لكن وبعد السيطرة على الوضع عاد الدكتور مصطفى الى مقر عمله. وكان ملتزما بجميع إجراءات السلامة. إلى أن أصيب أحد زملائه في المكتب بوعكة صحية تم تشخيصها بالتهاب عارض تم علاجه ببعض المسكنات. الأمر الذي لم يستدع منه مزيدا من الاحتياطات تجاه زميله المريض وتابع عمله كالمعتاد.

 لكن تعكّرت حالة زميله وتم التأكد من إصابته بفيروس كورونا. ومن هنا بدأت رحلة الدكتور مصطفى مع الفيروس حيث اكتشف إصابته أيضا بالمرض.

الأمر الذي يتطلب عزلة تامة عن زوجته الحامل وطفلته البالغة من العمر ثلاث سنوات. يقول الدكتور مصطفى إن أصعب ما في الأمر هو محاولة طفلته الاقتراب منه. لكنه كان يمنعها ويحاول أن يفهمها بطريقة تناسبها. تتفهم الأمر لبضع دقائق ثم تعيد الكرة مرة ثانية علّها تظفر بحضن والدها كالمعتاد.

مسؤوليات الدكتور لم تقتصر على عائلته المصغرة فقط خلال هذه الأزمة لأنه كان المسؤول عن تنفيذ مشاريع الاستجابة لجائحة كورونا في منظمة قطر الخيرية في سوريا. وهي مشاريع متعددة ومتنوعة وتشكل جزءا هاما من استجابة المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع الصحي. مثل إنشاء مراكز العزل الصحي التي تبلغ 31 على مستوى القطاع الصحي كاملا في سوريا.

ونظرا لحجم المسؤولية اضطر الدكتور مصطفى لتحمل مشاق إصابته والاستمرار في أداء عمله عن بعد، رغم الإصابة بكورونا، مستعينا ببعض المسكنات خاصة وأن اصابته بالفيروس تزامنت مع إعلان اكتشاف أول حالات كورونا في مناطق شمالي سوريا.

المقال منشور في العدد 23 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.