في قرية محمدبور النائية بمنطقة ميهربور في بنغلاديش، لم يكن التعليم يومًا متاحًا للجميع. كانت الأسر محدودة الدخل تواجه صعوبات في إرسال أطفالها إلى المدارس، خاصة البنات، بسبب بُعد المسافات وغياب المؤسسات التعليمية المناسبة.
جدول المحتويات
لكن خلال السنوات الست الماضية، تغيّر المشهد تمامًا، بفضل “مدرسة الاختيار الأول الحديثة” التي أنشأتها قطر الخيرية، لتصبح منارة تعليمية وإنسانية لأكثر من 500 طفل.
تتبلور حالياً ثورة هادئة في مجال التعليم الريفي في هذه القرية. بعد أن كانت تعاني من شحّ الفرص التعليمية، خصوصًا للأطفال من الأسر محدودة الدخل، أصبحت اليوم تحتضن واحدة من أكثر المؤسسات التعليمية إلهامًا، وهي “مدرسة الاختيار الأول الحديثة” التي تُعتبر مبادرة نوعية أحدثت نقلة حقيقية في واقع التعليم، بدعم كريم من قطر الخيرية.
انطلق هذا المشروع قبل ست سنوات، ضمن رؤية قطر الخيرية الأوسع لتعزيز جودة التعليم وتيسيره في المجتمعات الريفية المحرومة في بنغلاديش. ومنذ تأسيسها، أصبحت المدرسة منارة أمل لمئات الأطفال، تقدم لهم ما هو أكثر من دروس… إنها تمنحهم فرصة لمستقبل أكثر إشراقًا وتمكينًا.
بيئة حاضنة للتعلّم
يدرس حاليًا في المدرسة 535 طالبًا في الصفوف من الأول إلى الخامس، تحت إشراف 18 معلمًا مُخلصًا ومتعاطفًا. وتستقبل المدرسة سنويًا ما لا يقل عن 200 طالب جديد، في مؤشر واضح على الثقة المتزايدة التي تحظى بها في المجتمع المحلي.
منذ اليوم الأول، يُرحَّب بالطلاب في بيئة تشجع على التميز الأكاديمي والنمو الشخصي. فالمدرسة ليست مجرد مكان للتعلّم، بل هي مساحة حانية يُعامل فيها الأطفال بالاحترام والتشجيع.
يقول السيد محمد حسيب، مدير المدرسة “: فصولنا الدراسية آمنة، حيث يتمتع الأطفال بحرية التعبير عن أنفسهم دون خوف. وإذا تخلف أي طالب عن الدراسة، فإننا نقدم له مساعدة إضافية – حتى بعد ساعات الدوام المدرسي – حتى لا يُترك أحدٌ خلف الركب.”
ويضيف “النتائج تتحدث عن نفسها: الحضور مرتفع، والتحصيل الأكاديمي في تحسن مستمر، وحماس الطلاب للتعلّم واضح. أطفال كانوا خجولين في السابق، أصبحوا اليوم يُعبّرون الآن بثقة عن أحلامهم بأن يصبحوا أطباءً ومهندسين ومعلمين.”
بدوره، يقول السيد محمد عارف الزمان، معلم الصف الثالث: “نتعامل مع كل طفل وكأنه ابننا. بعض الأطفال يأتي من بيئات منزلية صعبة للغاية، لذا لا نكتفي بالتعليم، بل نصغي إليهم، ونشجعهم، ونساعدهم على الثقة بأنفسهم.” كما نوه بأن هذا النهج الإنساني جعل المدرسة تتميز عن كثير من المؤسسات الريفية الأخرى التي تفتقر إلى هذا النوع من الدعم العاطفي.

كيف يتعامل المعلمون مع الأطفال؟
يتبنى المعلمون نهجًا إنسانيًا في التعامل مع الطلاب، خاصة أولئك القادمين من بيئات منزلية صعبة.
يقول محمد عارف الزمان، معلم الصف الثالث:
“نتعامل مع كل طفل وكأنه ابننا. لا نكتفي بالتعليم، بل نصغي إليهم، ونشجعهم، ونساعدهم على بناء الثقة بالنفس.”
هذا النهج جعل المدرسة تتميز عن كثير من المؤسسات الريفية الأخرى التي تفتقر إلى الدعم العاطفي والتربوي.
ماذا يقول الأطفال عن تجربتهم؟
وخير من يروي قصة نجاح المدرسة هم طلابها أنفسهم، بأصواتهم المفعمة بالأمل والامتنان.
- طيبة رضا إيلما – الصف الثالث: “أحب المدرسة! معلمتي تساعدني على قراءة القصص. ولدي الكثير من الأصدقاء هنا.”
- تحميد أبرار عبيد – الصف الرابع: “مادتي المفضلة هي الرياضيات. المعلم يجعلها ممتعة بالألعاب والعمل الجماعي. لا أريد أن أتغيب أبدًا.”
- عبد السميع – الصف الخامس: “أريد أن أصبح طبيبًا يومًا ما. هذه المدرسة تجعلني أشعر بأنني قادر على ذلك. المعلمون يؤمنون بي.”
دار للأيتام
كما تضم المدرسة دارا للأيتام أنشأتها قطر الخيرية، حيث تؤوي حاليًا 62 يتيمًا، وتوفر لهم ليس فقط التعليم، بل أيضًا المأوى والوجبات المغذية والدعم العاطفي الذي يحتاجونه للنجاح.
دعم إضافي للأطفال الأيتام
توفر لهم: مدرسة الاختيار الأول
- التعليم المجاني
- المأوى الآمن
- وجبات مغذية
- دعم نفسي وعاطفي
يقول محمد عبد الله، 12 عامًا:
“أشعر أنني أنتمي إلى هذا المكان. لدي أصدقاء، ومعلمون يهتمون بي، وأؤمن أنني سأصبح شخصًا مهمًا.”
يقول “محمد عبد الله”، 12 عامًا، بابتسامة:
“أشعر أنني أنتمي إلى هذا المكان. لدي أصدقاء، ومعلمون يهتمون بي، وأؤمن أنني سأصبح شخصًا مهمًا.”
كيف أثّرت المدرسة على المجتمع المحلي؟
قبل إنشاء المدرسة، كان التعليم حلمًا بعيدًا لكثير من أطفال محمدبور. أما اليوم، فأصبح واقعًا ملموسًا، حيث يشاهد الأهالي أبناءهم يدخلون الفصول بثقة، ويتعلمون في بيئة آمنة، ويحلمون بمستقبل كبير.
يقول راشد كبير، أحد سكان القرية:
“هذه المدرسة فتحت أعيننا. لم نكن نتخيل أن أطفالنا سيتحدثون الإنجليزية، ويستخدمون الحواسيب، ويتحدثون عن أحلامهم المهنية.”
ما دور قطر الخيرية في دعم التعليم ببنغلاديش؟
تُعد مدرسة الاختيار الأول الحديثة واحدة من أكثر من 300 مشروع تعليمي نفذتها قطر الخيرية في بنغلاديش، ضمن برامجها المستمرة في:
- التعليم
- الرعاية الصحية
- دعم الأيتام
- سبل العيش
- المساعدات الإنسانية
حتى الآن، استفاد أكثر من 100,000 طالب من هذه المشاريع، ما يعكس التزام قطر الخيرية، إلى جانب جهات مثل اليونيسف والهلال الأحمر، بتوفير التعليم كحق أساسي للأطفال في المجتمعات المحرومة.
ساهم في استمرار التعليم للأطفال في القرى النائية
دعمك لمشاريع قطر الخيرية التعليمية يمنح الأطفال فرصة لحياة أفضل، ويُعيد بناء المجتمعات من الداخل.