من أرض محروقة إلى ميادين لغرس قيم السلام والتعايش

2020-11-08

لم يكن سهلاً أن تتحول الأرض المحروقة بسبب النزاع في دارفور غربي السودان، إلى ميادين خضراء يركض فيها شباب مخيمات النازحين بأعراقهم المختلفة خلف كرة قدم. ولم يكن ذلك الانتقال سهلاً لولا سلسلة الجهود القطرية المستمرة لإحلال السلام بالإقليم وتعزيز التعايش في دارفور بمختلف الوسائل بما فيها الرياضة التي أشاعت روح التنافس بين شباب النازحين وسادت من خلالها روح الألفة بينهم مما أثمر عن تشكيل منتخب للنازحين حسبما أكد لمجلة “غراس” عدد من إداريي ومدربي ولاعبي منتخب النازحين.

تنمية القطاع الرياضي

قال الدكتور حسن برقو، نائب رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم ورئيس اللجنة العليا لمنتخبات مخيمات نازحي دارفور أن مبادرة الرياضة جاءت لتنمية القطاع الرياضي في دارفور. حيث مولت قطر (40) ملعباً و (5) استادات رئيسية كانت عبارة عن أرض محروقة في دارفور.

واستطاع مكتب قطر الخيرية في السودان بذلك توجيه طاقات الشباب، وكان لدعمها الكبير الفضل في إعادة لحمة النسيج الاجتماعي في دارفور بنسبة (80%). كما أزالت الحواجز التي كانت بين مكونات المجتمع داخل المخيمات من جهة، وبين أهل دارفور ومخيمات النازحين من جهة ثانية.

وأشار برقو إلى أنه بعد تنافس وتصفيات للفرق الرياضية من (25) مخيما للنازحين بولايات دارفور المختلفة على كأس سمو أمير قطر. حيث تم اختيار منتخب للنازحين شارك مرتين في دولة قطر والتقى بالفرق الكبيرة في الدوحة كالسد والغرافة.

كما واجه منتخب النازحين بالسودان فرقاً مثل الهلال والمريخ. ونقلت المبادرة الكثير من الشباب الذين كانوا معرضين لمخاطر الجريمة بالمخيمات لاهتمامات أخرى استوعبت طاقاتهم الكبيرة في الفضاءات الرياضية الرحيبة.

السلم الاجتماعي

وفي السياق، قال لاعب الهلال السابق ومدرب منتخب النازحين (منقستو) لـ (غراس) إن الرياضة كان لها دورٌ كبيرٌ في تحقيق وتعزيز التعايش السلمي بين الشباب في معسكرات النزوح الذين جاءوا من قبائل وإثنيات مختلفة كان بينها نزاعات ولكن العلاقات بينهم أصبحت أخوية جداً بسبب هذه المبادرة التي كان لها أثر واضح في الحد من الجريمة والتطرف بعد أن ملأت أوقات فراغ الشباب بما يفيد. وأثنى على دور قطر في استكمال السلام بدارفور عبر المبادرة غير التقليدية بجعل الرياضة في خدمة السلام والتنمية وتعزيز التعايش على نحوٍ جعل مكتب الأمم المتحدة يدرجها كنموذج ناجح لمواجهة التطرف.

المقال منشور في العدد 23 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.